الشارقة: «الخليج»
يُعرَفُ صعيد مصر بتاريخه العريق وثقافته الغنية، وهو المعبّرُ الأقوى عن الهوية المصرية في أعمق تجلياتها، وذلك بما يمتاز به هذا الإقليم من تنوع ثقافي وفني.
يتيح معرض الشارقة الدولي للكتاب مجموعةً مهمة من العناوين التي تعطي تصوراً حقيقياً عن صعيد مصر، بما يساعد في فهم المنطقة.
«الناس في صعيد مصر» لوينيفريد بلاكمان، يُعد هذا الكتاب من أقدم الدراسات الأنثروبولوجية التي تناولت حياة الناس في صعيد مصر، إذ عاشت مؤلفته في القرى الصعيدية في عشرينيات القرن الماضي، لتوثيق تفاصيل الحياة اليومية والعادات والتقاليد، كاشفة عن جوانبها الإنسانية والدينية والاجتماعية، من هنا يعتبر هذا الكتاب وثيقة حية تسرد قصص الناس بعيداً عن الصور النمطية، مقدمة بذلك منظوراً عميقاً لفهم نمط الحياة في صعيد مصر.
«القربان البديل»
يقدم كتاب «القربان البديل» للباحث والشاعر فتحي عبد السميع دراسة معمّقة لمفهوم المصالحات الثأرية في صعيد مصر من خلال منهج «ردم حفرة الدم» أو «القودة»، والذي يستند فيه عبد السميع إلى رؤية مصرية تدعو للتسامح واللاعنف، محللاً عبر خمسة فصول الطقوس المنظمة والرمزية المستخدمة في فض النزاعات الثأرية، والكتاب ينظر إلى المصالحات الثأرية كفن يعتمد على طقوس خاصة، حيث يتم التعامل مع الخصومات بطريقة منظمة تعزز السلام الاجتماعي.
ويتناول كتاب «الإنشاد الديني في جنوب مصر» لأحمد أبو خنيجر دور الإنشاد الديني كجزء أساسي من التراث الروحي في جنوب مصر، وفيه يسرد أبو خنيجر تفاصيل الأنماط الإنشادية المرتبطة بالمناسبات الدينية والصوفية، ويسلط الضوء على تأثير الإنشاد في نشر التعاليم الإسلامية بين الأجيال، كما يكشف عن ارتباطه بالموروث الثقافي وبالذاكرة الشعبية لأهل الصعيد، وأن كل منطقة في الجنوب صاغت إنشادها الديني وطرق أدائه المختلفة، حسب موروثها الثقافي ومحدداتها الاجتماعية، ورؤيتها للذات والعالم من حولها.
ويركز كتاب «الأزياء الشعبية في صعيد مصر» لحارص عمار النقيب على تطور الأزياء الشعبية من حيث تصميماتها وخاماتها التي تساعد في التعرف إلى الظروف التي مر بها المجتمع، وكذلك التعرف إلى الظروف المناخية وعلاقتها بتصميم تلك الأزياء وخاماتها وكيفية ارتدائها، وكيفية التأثير المتبادل بين شقي التراث الشعبي المادي وغير المادي، ويقدم المؤلف دراسة مسحية شاملة عن تطور ملابس الناس في صعيد مصر، وكيف تعكس هذه الأزياء ثقافة وبيئة الصعيد.
ويستكشف كتاب «أغاني النساء في صعيد مصر» لد. محمد شحاتة العمدة الأغاني التقليدية التي كانت تغنيها النساء في صعيد مصر، ودورها في الحياة الاجتماعية والمناسبات المختلفة، وقد جمع العمدة هذا التراث الشفوي الذي يعبر عن مشاعر النساء وحكاياتهن، ويسلط الضوء على موضوعات مثل الحب والفراق والحياة اليومية، مما يبرز الدور المهم للنساء في حفظ التراث.
«غُنا الحزانَى»
ويعتبر كتاب «غُنا الحزانى» من الكتب المميزة من نوعها؛ إذ يقدم فيه الكاتب والشاعر عادل صابر حوالي 4000 عدودة من صعيد مصر، والعدودة هي الأغاني الجنائزية التي ترددها المعددة على الميت، وهو نوع من التعبير الشفهي تختص به النساء وحدهن، وفي هذا الكتاب قصائد تعبر عن حالات الحزن والفراق التي يعيشها الناس في صعيد مصر، حيث تتناول موضوعات ترتبط بأحداث الحياة اليومية والتجارب الصعبة.
0 تعليق