العين: منى البدوي
تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، انطلقت صباح، الأحد، فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تحت شعار «العين أوسع لك من الدار»، ويستمر حتى السبت المقبل.
يستضيف المهرجان 200 عارض يقدمون 100 ألف عنوان في شتى مجالات العلوم المعرفية، ويقدم أكثر من 200 فعالية ونشاط، تتوزع في ستة مواقع رئيسية هي العين سكوير -استاد هزاع بن زايد وقلعة الجاهلي وجامعة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى فعاليات خزانة الكتب في ثلاثة مراكز تجارية في مدينة العين.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس المركز: «إن رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، تكرس نجاح المهرجان وتعزز حضوره وجهة ثقافية مهمة تحتضن الثقافة وتنشر المعرفة وتسهم في نشر الكتاب، وتحتفي برموز الثقافة والعلم والمعرفة والفنون».
وأضاف: «لقد دعم المهرجان برؤيته المتميزة تحقيق أهداف المركز الاستراتيجية التي تنشد تعزيز حضور اللغة العربية بوصفها مكوناً أصيلاً من مكونات الهوية الثقافية، تحقيقاً لرؤية إمارة أبوظبي المتعلقة ببناء جيل قارئ ومرتبط بلغته وثقافتها، وبتراث المجتمع الإماراتي وقيمه الأصيلة».
وذكر أن المهرجان يعزز مكانة مدينة العين الثقافية والمعرفية، وارتباطها الوثيق بالثقافة، والكتاب والتعليم، كونها تضم أهم الجامعات الإماراتية وأقدمها، كما يدعم المهرجان حضور مدينة العين عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، عبر ترويج أبرز مواقعها الثقافية والتراثية التي تحتضن فعاليات المهرجان الثقافية والترفيهية المستمدة من الرصيد الثري للتراث الإماراتي».
ويتأهب نجوم الشعر الشعبي لترصيع ليالي الثقافة الشعبية بقصائد يترقبها جمهور المهرجان، حيث يعود برنامج «ليالي الشعر.. الكلمة المغناة» في نسخته الثالثة هذا العام، والمقامة في قلعة الجاهلي، ليسلط الضوء على تجربة الإمارات الرائدة في الحفاظ على الموروث الشعري الشعبي، من خلال استعادة سير كبار الشعراء، ومناقشة دور وسائل الإعلام والمبادرات الحكومية والخاصة التي أسهمت في تدوين الشعر وتوثيقه، وإحياء مجالس الشعراء التي كانت تُبث على محطات تلفزيونية مختلفة في الدولة، وشكلت ظاهرة استثنائية أسهمت في انتشار الشعر الشعبي.
وينقسم برنامج هذه الدورة إلى 3 محاور رئيسية، هي: الغائب الحاضر، وسير البدايات والتطور، ومجالس الشعراء، ليقدم بذلك رؤية متجددة لهذا البرنامج، الذي حقق النجاح منذ دورته الأولى لارتباطه الأصيل بوجدان المجتمع الإماراتي ومورثه الشعبي.
وقال جمعة الظاهري، مدير إدارة المكتبات المتخصصة في المركز لـ«الخليج»: «الاعتزاز الكبير بتراثنا، وإصرارنا على صونه، هما المنطلقان لهذه المبادرة، التي تؤكد أهمية نشر تراثنا الشعبي الثري بتفاصيله، حتى أصبحت جسراً معرفياً يربط الماضي بالحاضر».
وتابع: «الشعر النبطي أحد أهم وأجمل الإبداعات في الدولة، ولا يقاس عمره بالسنوات، بل بالتاريخ والعراقة، إذ كان ملازماً لإنسان المنطقة، ومرتبطاً بتاريخها وتراثها، وهذا ما منحه مكانة عالية، تحرض الشجن، وتحفز التقدير».
* الغائب الحاضر
وفي محور «الغائب الحاضر»، سيتم استحضار سيرة أحد الشعراء الرواد (ممن رحلوا في العام 2024) في كل ليلة للوقوف على تجربته الشعرية، ودوره التأسيسي للمشهد الثقافي الشعبي، من خلال مادة فيلمية، واستضافة باحث في الشعر الشعبي يتحدث عن أهم أعماله ومنجزاته، وستحتفي دورة العام الجاري بالشيخ طحنون بن محمد آل نهيان «رحمه الله»، ودعمه الكبير للأدب والشعر، والأمير بدر بن عبد المحسن، وربيع بن ياقوت، وسعيد بن أحمد العتيبة وغيرهم من القامات التي كان لها كبير الأثر في تطوير الحركة الشعرية، وترسيخها في ذاكرة الأجيال.
* سيرة البدايات
ويضم البرنامج محوراً خاصاً بصحافة الشعر الشعبي، يرصد نشأتها في ثمانينات القرن الماضي عبر الصحف المحلية، واهتمام كوكبة من الشعراء باستحداث صفحات خاصة بالشعر الشعبي، أسهمت في التعريف بالشعراء والشاعرات، ومتابعة إنتاجهم الشعري، واتساع رقعة انتشارهم.
وتقدم فقرة مجالس الشعراء، بمشاركة شعراء من كل مجلس، لاستذكار أقدم محال تسجيلات الكاسيت التي ساعدت على انتشار الأغنية الشعبية، وصولاً إلى الشعراء على منصات التواصل الاجتماعي اليوم.
* معروضات خلابة
يعرض جناح «نيو أزبكية» في المهرجان نحو 3000 كتاب ومجلة تم إصدارهم ما بين عام 1928 و1996 وتتضمن صحف من مصر تحتوي على أخبار قديمة عن المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- تعود إلى عام 1969.
وقال إيهاب الرفاعي صاحب دار «نيو أزبكية»: إن الجناح يحظى باهتمام شريحة واسعة بالمجتمع خاصة الباحثين والأشخاص الذين عاصروا تلك الحقبة الزمنية وأيضاً الأجيال الجديدة التي يثيرها فضول استكشاف مصادر المعلومات التي كانت سائدة في السنوات الماضية، حيث تتنوع المعروضات ما بين صحف صادرة عن دور نشر مصرية ومجلات وأشرطة كاسيت وأسطوانات تعيد الزوار إلى زمن الطرب الأصيل، مشيراً إلى أن الهدف من تجميع هذه المواد في جناح واحد هو الحفاظ على التراث والتاريخ العربي وتوفير المعلومات كما ذُكرت في حينها.
0 تعليق