مسيرة راشد شرار في مكتبة محمد بن راشد - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي: جاكاتي الشيخ

نظمت مكتبة محمد بن راشد، السبت، أمسية شعرية، استضافت فيها الشاعر الإماراتي راشد سعيد خلفان شرار، وحاوره خلالها عيضة بن مسعود، حيث استعرضا فيها مسيرة الضيف، الذي تناول جوانب من حياته، وقدم العديد من نصوصه الشعرية النبطية.
الأمسية التي حضرها الدكتور محمد سالم المزروعي عضو مجلس إدارة المكتبة، وجمهور من محبي الشعر، استهلها المحاور الشاعر بن مسعود بتقديم الضيف من خلال سيرته الأدبية، ذاكراً أنه ولد في الشارقة عام 1952م، وصدر له عدد من الدواوين منها «العمر كله»، و«مواثيق الوفاء»، وقدم عدة برامج تلفزيونية وإذاعية، مختصة بالثقافة والشعر الشعبي، أشهرها «مجالس الشعراء» على قناة دبي، وأشرف على صفحات الشعر الشعبي في عدد من المجلات والإصدارات الثقافية، وشارك في لجان تحكيم العديد من المسابقات، التي تُعنى بالشعر الشعبي والشلة على مستوى الخليج، كما شغل عدة مناصب، من بينها: مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، ومدير مهرجان الشارقة للشعر الشعبي، مضيفاً أن هذه الأمسية تأتي تقديراً للشاعر شرار وتكريماً له، وتثميناً للجهود التي قدمها طوال تجربته، إذ يعتبر من أهم الشعراء النبطيين في الإمارات وفي المنطقة الخليجية، ومن أكثرهم كتابة للشعر الغنائي، وكان أول من قدم برنامجاً مباشراً في الإمارات، وأول شاعر توضع قصيدته في نصب تذكاري في أبرز المراكز التجارية بدبي (فستيفال سيتي)، وقد لعب دوراً كبيراً في دراسة الأدب الشعبي الإماراتي، وجمع أعمال رواده.
وشكر راشد شرار القائمين على المكتبة، معتبراً أنهم أرادوا أن يسلطوا الضوء على مسيرته، من خلال هذا الحدث المعنون ب «مسيرة شاعر»، وهي بادرة جيدة، يرى فيها تكريماً له، مؤكداً أن ما يزيد قيمة هذه الفعالية هو كونها مقامة في هذا المعلم الثقافي.
* ذكريات
وقدم شرار عدة نصوص شعرية، بدأها بقصيدة أهداها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي تحدث عن بعض ذكرياته معه، وذكر أنه يهتم كثيراً بالشعر، لأنه شاعر مبدع، ويفهم قيمة الأدب، وليس من السهل أن يُلقى أمامه، ثم أنشد فيه قائلاً:
يا راسم الفرحه على وجه الايام
الشاهد الله نور مقبل وغادي
اقلوبنا قبلك ترى كانت حيام
تبحث عن المورد على غير جادي
ولفيتها غيثٍ سقى وجه الايام
اروى القلوب وازهرت ورد نادي
إلى أن يقول:
رجّال وتساوي ألوفٍ مالانام
بك بين هالعالم ترانا نمادي
الله يمد ابعمرك اعوام واعوام
لك بالدعاء شفنا رفعنا الايادي
كما تحدث عن بعض ذكرياته في المحافل الثقافية، ولجان التحكيم، مسترجعا ما دار في إحدى الجلسات التي قال فيها أحد الحاضرين إن الشعراء لا يعرفون الحب، فأجابه هو: فمن يعرفه إذا لم يعرفه الشعراء، وأنشد قائلاً:
تعال علمني الهوى بالتفاصيل
مادام عندك بالتفاصيل خبره
إلى أن يقول
سر الهوى يحتاج أحيان تحليل
وارجوك عطني يا اريش العين فكره
عن لا تخليني على جاري السيل
ظامي ولا اقدر أرتشف منك قطره
خذني لقطرات الندى معك منديل
وان شيت مررني على خد زهره
وان نمت صحيني برنة خلاخيل
أموت والقى للرضا فيك نظره
* نموذج
وعن الأساليب الشعرية لدى الضيف، قال المحاور عيضة بن مسعود إنّ تجربة راشد شرار يمكن دراستها وتدريسها كنموذج لتغير الثقافات وعبور الأجيال، حيث واكب كل عصر عاشه بما يلائمه من مصطلحات تعبيرية، وأساليب، حتى صار الشعراء الشباب يستغربون من قدرته على مواكبة أساليبهم المستحدثة، وعلّق شرار على ذلك بالقول إنه لاحظ من خلال شعر القدماء أنهم كانوا يتميّزون دائما بتفاعلهم مع بيئاتهم، وما يخصها من ثقافات وسمات حضارية، فأدرك أن عليه أن يطور أسلوبه باستمرار، لكي يستطيع مسايرة الأجيال المعاصرة له، ومن نماذجه في ذلك نصه الذي يقول فيه:
حاسب على السكّر من يدينك ايذوب
مادام كلّك صرت مخلوق سكّر
صافح شرار ابدوب لا يشب لاهوب
وتذوب كلّك والليالي اتعكّر
أنا محب وانت في الناس محبوب
شوف النواظر فيك كيف اتفكّر
حتى يقول:
بيني وبينك عهد ثابت ومكتوب
فديت روحك ان نسيت اتذكّر
وحول السبب الذي جعل زخم أسماء بعض الشعراء المعاصرين يصل للجمهور أكثر من شعرهم، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، أجاب شرار بأن الصور التي تُقدِّمها هذه الوسائل هي صور خادعة، حيث تعتمد الترويج لاسم الشاعر وتضخيمه أكثر من تقديم الواقع من خلال شعره، مع استثناءات قليلة، عكس ما كان معهوداً، إذ كانت شهرة الشعراء تطير مع شعرهم الذي يردّده الناس لجماله ولإعجابهم به، بينما صار اسم الشاعر الآن يشتهر من خلال مشاركته في المسابقات، وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي دون أن يكون ذلك دليلاً على جودة مُنتجه الشعري.
ولم يختم المحاور الأمسية قبل أن يعرج على جوانب أخرى من مسيرة شرار، حيث كشف أنه كان لاعب كرة قدم في نادي الوصل، في الوقت الذي كان مشرفاً فيه على النشاط الثقافي للنادي، كما مرّ بتجربة قصيرة في الغناء، ليثبت في الأخير على درْب الشعر.
وبعد ذلك قدّمت فرقة «فرسان المقابيل الحربية» أداءً على المسرح، قبل أن تختم الأمسية بتكريم الدكتور محمد سالم المزروعي لراشد شرار بدرع مكتبة محمد بن راشد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق