دانت دولة الإمارات بشدة اقتحام إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، الذي يعدّ أمراً استفزازياً وتحريضياً تجاه المسلمين، وعملاً من أعمال التطرف.
وجددت وزارة الخارجية، في بيان لها، تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت، بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطرة والاستفزازية فيه. وشددت الوزارة على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والباحات المحيطة، كما حذرت الوزارة من التداعيات الخطرة للاقتحامات والانتهاكات المتواصلة للحرم القدسي الشريف، في ظل التوتر الذي تعيشه المنطقة.
ودعت السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة رفض دولة الإمارات القاطع لكل الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بتعزيز الجهود الإقليمية والدولية، لإيجاد أفق سياسي جاد يسهم في تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق في بناء دولة مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
واقتحم بن غفير مع عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى في أول أيام عيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) باللغة العبرية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادرها قولها: «إن عشرات المستعمرين بقيادة المتطرف بن غفير اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، وذلك من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية في باحاته». وأوضحت المصادر أن «الاحتلال نشر وحدة خاصة في باحات الأقصى لتأمين الاقتحام، ومنع المصلين من الدخول، تزامناً مع اقتحام بن غفير».
وأشارت إلى أن «شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة من القدس، وعند أبواب المسجد الأقصى، وأعاقت دخول المواطنين لساحات الحرم».
ووفق الوكالة «دعت جماعات الهيكل المتطرفة لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد «الحانوكاة» اليهودي في 25 من الشهر الجاري».
يأتي ذلك، بينما انسحب الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة بعد عملية عسكرية استمرت يومين وأسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين.
ومساء الأربعاء، أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، بعد محاصرة وقصف المنزل الذي وجد فيه شمال مدينة طولكرم. ووفق الوكالة، فقد ارتفع عدد القتلى في طولكرم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على المحافظة ومخيماتها فجر الثلاثاء إلى 9 فلسطينيين، بالإضافة إلى إصابة 19 آخرين.
وإضافة إلى الضحايا، سبب العدوان الإسرائيلي دماراً واسعاً وحالة من الصدمة في مخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، ويقول السكان في المخيمين: إن إسرائيل تسعى إلى تدمير النسيج المجتمعي ودفعهم إلى الرحيل من منازلهم من خلال عمليات تدمير واسعة للممتلكات.
وأعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني سامي حجاوي، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، عن اجتماع للجنة فنية من عدة وزارات لبدء العمل على إزالة الركام وإصلاح ما دمره الجيش الإسرائيلي في مخيمي طولكرم ونور شمس.
وأشار حجاوي إلى أن «سلطات الاحتلال أحدثت دماراً غير مسبوق بمخيم طولكرم، حيث انقطعت المياه والكهرباء والاتصالات، وتدفقت مياه الصرف الصحي إلى الشوارع»، بينما خلفت الجرافات الإسرائيلية على مدخل مخيم نور شمس شرقي طولكرم، حفرة عميقة ودمرت متاجر ومنازل، فيما قال السكان: إن عمليات التدمير جرت دون سبب. (وكالات)
0 تعليق