بيروت: «الخليج»، وكالات
تواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أمس الخميس، وتوغل الجيش الإسرائيلي في العمق الجنوبي وصولاً إلى منطقة وادي الحجير التي كانت مقبرة لدباباته في حرب 2006 ولم يستطع احتلالها آنذاك، في وقت أبدت قوات «اليونيفيل» قلقها إزاء استمرار تدمير القوات الإسرائيلية المناطق السكنية جنوباً، ودعت إلى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في الوقت المحدد في اتفاق الهدنة، بعد تقارير تحدثت عن أن إسرائيل تنوي البقاء في لبنان إلى ما بعد «ال 60 يوماً».
وتوغلت ثلاث دبابات «ميركافا» إسرائيلية وجرافتان في وادي الحجير في الجنوب بالتزامن مع تمشيط كثيف بالأسلحة الثقيلة لأحراجه، ودخلت بلدة عدشيت القصير، ما دفع الأهالي للنزوح إلى بلدة الغندورية المجاورة.
كما عملت جرافات إسرائيلية على إقامة سواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي وقطعت طريق الوادي.
وعلى الفور أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءاً من مركزه عند جسر قعقعية الجسر، ورفع حالة التأهب عند حاجزه وأرسل دورية مؤللة إلى وادي الحجير، ودخلت قوة منه برفقة سيارة إسعاف إلى بلدة القنطرة. كما توجهت دورية لقوات «اليونيفيل» إلى مفرق القنطرة حيث توجد قوة إسرائيلية. واتهمت قيادة الجيش في بيان إسرائيل بمواصلة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية. وأشار البيان إلى اختطاف القوات الإسرائيلية لبنانياً خلال توجهه إلى مركز عمله في مقر الكتيبة الإندونيسية التابعة ل«اليونيفيل» في بلدة عدشيت القصير في قضاء مرجعيون، لتعود وتسلمه إلى «اليونيفيل» والصليب الأحمر اللبناني بعدما أطلقت النار على رأسه، وقد نقلته سيارة إسعاف تابعة للجيش.
وتعليقاً على الخروقات الإسرائيلية، أكدت قيادة «اليونيفيل» في بيان أمس أن «أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ يجب أن تتوقف».
وحثت الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب، والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام.
كما أعربت عن قلقها إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701.
وكانت وسائل إعلام ذكرت أن إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة وقف النار أنها قد تمدد بقاء قواتها بجنوب لبنان، ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى أنه إذا لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان نهاية الفترة الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء في الجنوب. كما ذكرت صحيفة «معاريف» أنه استعداداً لعودة سكان الشمال إلى منازلهم، يقوم الجيش الإسرائيلي بإعادة بناء تقييماته على الحدود اللبنانية. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر بناء خط دفاعي في الشمال، وفق سيناريوهات مرجعية مشددة، كدرس من هجوم 7 أكتوبر 2023، وبالنظر إلى مدى إجراءات «حزب الله» وخطط عمله التي كانت معروفة للجيش الإسرائيلي.
0 تعليق