أكد قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اتخاذ الأجهزة المعنية ما يلزم لإعادة الهدوء على حدود البلدين بعد اشتباكات مع «مسلحين» أمس الأول الجمعة، أدت إلى إصابة 5 عسكريين لبنانيين، فيما أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أنه سيزور قريباً عدة دول في المنطقة، في حين حرص رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على النأي بالعراق عن الأحداث الدائرة في سوريا وعدم الانحياز لأي طرف، في حين أكدت مصادر سورية أن موعد الحوار الوطني المنتظر لم يتم تحديده بعد.
وذكر بيان لرئاسة الحكومة اللبنانية أن ميقاتي والشرع اللذين تواصلا هاتفياً أمس، بحثا «العلاقات بين البلدين وبشكل خاص الملفات الطارئة»، وأضاف: «إن البحث تطرق أيضاً لما تعرض له الجيش اللبناني عند الحدود مع سوريا، الجمعة، حيث أكد الشرع أن الأجهزة السورية المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود ومنع تجدد ما حصل».
وفي ختام الاتصال، «وجه الشرع، دعوة إلى ميقاتي، لزيارة سوريا من أجل البحث في الملفات المشتركة بين البلدين وتمتين العلاقات الثنائية»، وفق نص البيان.
من جهته، أعلن الشيباني أنه سيقوم بزيارات رسمية لعدة دول في المنطقة، وذلك بعدما قام بزيارة السعودية في أول زيارة خارجية له منذ تولّيه منصبه، وقال الشيباني في منشور على منصة إكس: «سأمثّل بلدي سوريا قريباً في زيارة رسمية إلى الأشقّاء في عدة دول بالمنطقة»، وأضاف: «نتطلّع إلى مساهمة هذه الزيارات في دعم الاستقرار والأمن والانتعاش الاقتصادي وبناء شراكات متميّزة».
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنه منذ بدء الأحداث في سوريا حرصت بغداد على النأي بالعراق عن الانحياز لأي جهة أو جماعة، وقال السوداني خلال احتفالية في بغداد: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم»، مشيراً إلى أنه لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي بالعراق. وتابع: «عملنا على تجنيبِ العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر العصيبة الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار». وأضاف:«هناك من حاول ربط التغييرِ في سوريا، بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لماقشته»، موضحاً أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة، تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».
في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن خمسة مصادر أن الإدارة السورية الجديدة لم تقرر بعد موعداً لعقد مؤتمر الحوار الوطني التاريخي الذي يهدف إلى جمع السوريين من مختلف الطوائف لرسم مسار جديد لسوريا بعد سقوط نظام الأسد، وشملت المصادر التي تحدثت لرويترز مسؤولين اثنين بوزارة الإعلام السورية وعضواً آخر في الإدارة السورية الجديدة ودبلوماسيين اثنين مطلعين على الجهود الجارية للتخطيط للمؤتمر. وقالوا: إن الدعوات الرسمية للمؤتمر لم تُرسل بعد على الرغم من أن السلطات تواصلت مع بعض الشخصيات بشكل غير رسمي، وكانت بعض المؤسسات الإعلامية السورية قد ذكرت في وقت سابق أن المؤتمر سيعقد يومي الرابع والخامس من هذا الشهر بهدف جمع نحو 1200 ممثل من مختلف الأطياف الدينية والعرقية والسياسية في سوريا. ووفقاً لمسؤولين، من المتوقع عقد الحوار الوطني قبل الأول من مارس/آذار لمعالجة قضايا منها تعليق البرلمان والدستور وبدء عملية صياغة دستور جديد، وقال عدد من أعضاء فصائل المعارضة لرويترز أو صرحوا علناً خلال الأسبوع الماضي أنهم لم يتلقوا دعوات بعد، وقال بسام القوتلي رئيس الحزب الليبرالي السوري وهو تنظيم صغير معارض لرويترز: «الإدارة الجديدة ما زالت مجموعة عسكرية فازت بالسلطة ولا تشعر بعد بالحاجة إلى تقاسم تلك السلطة». وأضاف: «ربما سيتغير هذا، لا نعلم». (وكالات)
0 تعليق