وصلت مفاوضات الهدنة وإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة عند «النقطة الأقرب» من الوصول إلى اتفاق، بناء على التصريحات الصادرة من الأطراف المختلفة، مع عقد «جولة أخيرة» في قطر أمس الثلاثاء، بحضور موفدي الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء القطري، ورؤساء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن إسرائيل يتعين عليها القبول بوجود غزة والضفة الغربية موحدتين تحت قيادة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، مشدداً على حق الفلسطينيين في وجود أفق سياسي واضح وقريب لتقريب المصير.
وسط ترقب واسع لإعلان الاتفاق، قال مصدر دبلوماسي إن التوصل إلى الاتفاق قد يكون اليوم الأربعاء، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي أمس، إن الوسطاء «قطر ومصر والولايات المتحدة ملتزمون بكل ما يؤدي إلى نجاح اتفاق وقف إطلاق النار بغزة»، مضيفاً: «نحن في النقطة الأقرب للوصول إلى اتفاق». وأوضح الأنصاري: «سلمنا مسودات اتفاق وقف إطلاق النار، والمحادثات جارية الآن بشأن التفاصيل النهائية. تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار سيكون بعد وقت قصير جداً من التوصل إليه».
وقال الأنصاري «تجاوزنا العقبات الرئيسية في الاختلافات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة». وأضاف أن «هناك تفاصيل عالقة بين الطرفين، جزء منها مرتبط بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة».
وأكد أنه «تم تسليم صيغة الاتفاق للجانبين وهناك تذليل للعقبات ومؤشرات إيجابية».
ويشمل الاتفاق ترتيبات أمنية على محاور رئيسية بما في ذلك «نيتساريم» و«فيلادلفيا»، وضخّ مساعدات إنسانية كبيرة إلى قطاع غزة، فيما يستمر وجود قوات الاحتلال في مواقع محددة، مع فتح المجال لمفاوضات لاحقة للإفراج عن بقية الأسرى في مرحلة ثانية.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء، عن مسؤولَين مشاركَين في المفاوضات، قولهما إن «حماس»، قبلت مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح عشرات الرهائن. وذكرت الوكالة أنها حصلت على نسخة من الاتفاق المقترح، وأكد مسؤول مصري ومسؤول من «حماس» صحته. وقال مسؤول إسرائيلي إن تقدماً قد تحقق، لكن التفاصيل قيد الانتهاء، وسيتعين تقديم الخطة إلى الحكومة الإسرائيلية، للموافقة النهائية.
وأكد مصدران فلسطينيان مطلعان على المفاوضات، أمس، أن إسرائيل ستفرج عن نحو ألف أسير فلسطيني في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 33 رهينة. ومن بين الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم عدد من المحكوم عليهم بالسجن لسنوات طويلة، فيما ذكر مسؤول حكومي إسرائيلي، أنه «سيتم إطلاق سراح عدة مئات» كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، قرب الإعلان عن الاتفاق في غزة، قائلاً إنه «جاهز للتنفيذ إذا قبلت حماس»، التي قال إن هناك رفضاً لاستمرارها في حكم القطاع.
وقال بلينكن، في كلمته أمام المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث في واشنطن «ننتظر الرد من حماس حول قبولها اتفاق وقف النار في غزة وقد يحصل ذلك خلال ساعات أو أيام ونحن أقرب إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى».
وأضاف «أعتقد أننا سنحصل على وقف لإطلاق النار في غزة. وسواء وصلنا إلى هناك في الأيام المتبقية من إدارتنا أو بعد 20 يناير، فأنا أعتقد أن الاتفاق سوف يتبع عن كثب شروط الاتفاق الذي طرحه الرئيس بايدن في مايو الماضي وحشدت إدارتنا العالم خلفه».
وأفاد بأن الاتفاق سيضمن وقف النار وعودة الرهائن، كاشفاً أن 7 أمريكيين لا يزالون أسرى لدى حماس في قطاع غزة.
وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن نقلت خطة مستقبل غزة للرئيس المنتخب دونالد ترامب «للمضي قدماً فيها».
وشدد بلينكن أنه «سيتعين على إسرائيل قبول غزة والضفة الغربية موحدتين تحت قيادة سلطة فلسطينية بعد إصلاحها». وأضاف أنه «على الإسرائيليين التخلي عن الأسطورة القائلة إنهم قادرون على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع».
وأشار بلينكن إلى أن إسرائيل توسع المستوطنات وتضم الأراضي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في السنوات العشر المنصرمة. وأضاف «نعتقد أنه على السلطة الفلسطينية دعوة الشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة في غزة وإدارتها بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار»، قبل أن يختتم بقوله «آمل بصدق أن تكون الأطراف مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة في المستقبل». (وكالات)
0 تعليق