واصل عناصر الإطفاء في لوس أنجلوس أمس الثلاثاء، مكافحة حرائق الغابات الهائلة المستعرة في المدينة الأمريكية والتي أودت بحياة 24 شخصاً على الأقل، خاصة مع اشتداد رياح «سانتا آنا» الخطرة ومخاطر تاجيج النيران، ورفع خدمة الطقس الوطنية تحذيرها إلى اللون الأحمر والذي يشير إلى «وضع شديد الخطورة» مع ازدياد المخاوف من اشتعال حرائق جديدة واستعار الحالية.
وقالت خدمة الطقس الوطنية: إن مناطق كبيرة من لوس أنجلوس ومقاطعة فينتورا تواجه زوابع تصل سرعة الرياح فيها إلى ما بين 80 و110 كيلومترات في الساعة.
وأثار تحذير باللون الأحمر أصدرته خدمة الطقس الوطنية والذي يشير إلى «وضع شديد الخطورة» مخاوف من احتمال اشتعال حرائق جديدة واستعار الحالية.
وقالت كريستين كرولي مديرة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس للسكان المحليين: «لا يمكن أن يكون هناك أسوأ من هذا الوضع. لسنا في مأمن».
وتأهُباً للريح، كافح أكثر من 8500 فرد إطفاء أكبر حريقي غابات مستعرين من الجو والأرض، بهدف منع توسعهما حتى أن السلطات الأمريكية نشرت طواقم إطفاء في المناطق المعرضة للخطر في جنوب كاليفورنيا.
وشب حريقا باليساديس وإيتون على الجانبين الغربي والشرقي لمدينة لوس أنجلوس وسط ريح شديدة الأسبوع الماضي، لكن أطقم الإطفاء أحرزت تقدماً في السيطرة عليهما منذ مطلع هذا الأسبوع.
وقالت السلطات في لوس أنجلوس: إن 24 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرائق الثلاثاء الماضي، وإن العدد مرشح للزيادة، إذ تقوم أطقم الإنقاذ بتفتيش المنازل في الأحياء المتضررة.
وأدت حرائق الغابات إلى تدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 12 ألف مبنى، وتحويل أحياء بأكملها إلى رماد مشتعل وأكوام من الأنقاض، ما ترك مشهداً كارثياً. وبقي أكثر من 92 ألف شخص في لوس أنجلوس قيد أوامر الإجلاء -بعد أن وصل العدد إلى أكثر من 150 ألفاً- بينما واجه 89 ألفاً تحذيرات بالإجلاء.
إلى ذلك، أعلنت الأكاديمية المانحة لجوائز الأوسكار إلغاء حفلة الغداء التقليدية التي تُقام للمرشحين، في لوس أنجلوس التي تُعدّ مهد قطاع السينما الأمريكي، بعد اندلاع الحرائق.
وستعلن أكاديمية فنون الصور المتحركة وعلومها المرشحين لجوائز الأوسكار عبر الإنترنت في 23 كانون الثاني/ يناير. وأُلغي الغداء التقليدي الذي كان مقرراً بتاريخ العاشر من شباط/ فبراير في بيفرلي هيلز.
وقال الرئيس التنفيذي للأكاديمية بيل كرامر ورئيستها جانيت يانغ: «نحن جميعاً منهارون بسبب تأثير الحرائق والخسائر الفادحة التي تكبدها كثيرون في مجتمعنا».
وأضافا «لطالما كانت الأكاديمية قوة توحيد في المجال السينمائي، ونحن ملتزمون الوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الضائقة».
وأعلنت استوديوهات هوليوودية ومنصات متخصصة في البث التدفقي تنظيم حملات تبرع لدعم عناصر الإغاثة والإسهام في إعادة الإعمار.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الاثنين، أنّ إعادة الإعمار في لوس أنجلوس بعد الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الحرائق ستتطلّب «عشرات المليارات من الدولارات».
وقال قائد قسم الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس أنتوني مارون: إن الجهاز حصل على إمدادات تشمل عشرات الشاحنات لضخ المياه الجديدة وعناصر إطفاء من مناطق بعيدة مشيراً إلى أنه على استعداد لمواجهة التهديد الجديد. (وكالات)