أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، حربه ضد الخصوم التجاريين، فيما يبدأ وزير خارجيته مارك روبيو اليوم جولة لاتينية، تتركز على الهجرة غير الشرعية والنفوذ الصيني، في وقت يواجه المرشحان لمنصبي إدارة الاستخبارات والتحقيقات الفيدرالية استجوابات صعبة في الكونغرس.
وقال ترامب مساء الخميس إنه لم يقرر بعد إذا كان سيفرض ضرائب على النفط الكندي والمكسيكي، بينما أكد أن الولايات المتحدة ستفرض بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 25% بشكل منفصل على المنتجات من هذين البلدين اعتباراً من اليوم الأول من فبراير/شباط. وتمثل كندا والمكسيك 71% من واردات الولايات المتحدة من النفط الخام، وتمثل كندا وحدها نسبة 60%. وبرر ترامب هذه القرارات بالعجز التجاري ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالفنتانيل، وهو مادة مسؤولة عن أزمة صحية خطيرة في الولايات المتحدة.
من جهته، قلل الكرملين الجمعة من شأن تهديد كرَّرَهُ ترامب بفرض رسوم جمركية على مجموعة دول بريكس إذا أنشأت عملتها الخاصة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن مجموعة بريكس، وروسيا عضو فيها، لا تتحدث عن إنشاء عملتها الخاصة بل عن مجرد إنشاء منصات استثمارية مشتركة في بلدان ثالثة، واستثمارات متبادلة وهكذا. ومضى يقول «في كل الاحتمالات، ربما يتعين على الخبراء الأمريكيين شرح قائمة أولويات بريكس بتفصيل أكبر للسيد ترامب».
وحذر ترامب الخميس الدول الأعضاء في بريكس من استبدال عملة أخرى مكان الدولار الأمريكي كعملة احتياطي أجنبي، مكرراً التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة.
وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ودولته عضو في بريكس، أنّه سيردّ بالمثل على الولايات المتحدة في حال قرر ترامب زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات البرازيلية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه يفضّل تحسين العلاقات على خوض حرب تجارية. والبرازيل هي من بين الدول التي هدّد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية المفروضة على منتجاتها.
ويبدأ وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو اعتباراً من اليوم السبت، جولة على خمس دول صغيرة من أمريكا الوسطى للدفع بشكل نشط بشعار ترامب «أمريكا أولاً». واختيار هذه المنطقة ليس من قبيل المصادفة. فمنذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المنصرم، أطلق ترامب برنامجاً واسعاً لطرد المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وهذه البلدان تشكل مع هندوراس مصدراً كبيراً للمهاجرين الطامحين إلى تحقيق الحلم الأمريكي.
روبيو، أول وزير خارجية أمريكي يتحدر من أمريكا اللاتينية ويتحدث الإسبانية بطلاقة، سيتوجه أولاً إلى بنما التي توعد ترامب ب«استعادة» السيطرة على قناتها للتصدي للنفوذ الصيني. وقال روبيو إنه «ليس لديه أدنى شك» في أن الصين لديها خطة طوارئ لإغلاق قناة بنما في حالة نشوب صراع مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن واشنطن تنوي معالجة ما تراه تهديداً للأمن القومي. وأشار إلى شركة مقرها هونغ كونغ تدير ميناءين عند مدخلي القناة على المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ باعتبار ذلك بمثابة خطر على الولايات المتحدة لأنها «يجب أن تفعل أي شيء تطلبه منها الحكومة (الصينية)».
ونفت الحكومة البنمية بشدة صحة ما تردد عن أنها تنازلت عن تشغيل القناة للصين، وتصر على أنها تدير القناة بشكل عادل لجميع الشحنات.
وسيزور روبيو بعد ذلك السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا والدومينيكان، وهي دول تلقت الإنذار بشأن قضية الهجرة غير القانونية بعد الأزمة التي وقعت مع كولومبيا بهذا الصدد الأحد الماضي، غير أن القيود على تأشيرات الدخول تبقى سارية.
على صعيد آخر، واجه مرشحا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئاسة إدارة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ومكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل، انتقادات حادة في مجلس الشيوخ على خلفية نقص خبرتهما وقراراتهما، ما لا يخولهما قيادة المنصبين الأمنيين الرفيعين. (وكالات)
0 تعليق