أكد مسؤولون إسرائيليون، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة دون التفاوض على وقف الحرب، إذ إنها ترهن إنهاء الحرب باليوم التالي لمستقبل القطاع، في وقت لا تزال جهود مكثفة تبذل من أجل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين الذي كان يفترض إطلاق سراحهم ضمن الدفعة السابقة يوم السبت الماضي، في حين توفي ستة أطفال حديثي الولادة بعد أن تجمدوا من البرد القارس في غزة.
من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ومدتها 42 يوماً، السبت المقبل. وقالت شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي للصحفيين في القدس عندما سئلت عمّا إذا كان من الممكن تمديد وقف إطلاق النار دون بدء محادثات بشأن المرحلة الثانية: «إننا نتوخى الحذر البالغ».
ومن شأن محادثات المرحلة الثانية أن تتناول قضايا صعبة مثل الوقف النهائي للحرب ومستقبل حكم غزة. وأضافت هاسكل: «ليس هناك اتفاق محدد بشأن ذلك، لكنه قد يكون ممكناً.. لم نغلق خيار استمرار وقف إطلاق النار الحالي، لكن في مقابل إطلاق سراح رهائننا، وأن يعودوا سالمين».
وإذا لم يتم الاتفاق على شيء بحلول يوم الجمعة، يتوقع المسؤولون إما العودة إلى القتال أو تجميد الوضع الراهن، بحيث يستمر وقف إطلاق النار، لكن دون عودة الرهائن مع احتمال أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.
وقال مسؤولان شاركا في عملية وقف إطلاق النار لرويترز إن إسرائيل وحركة «حماس» لم تنخرطا في مفاوضات لإبرام اتفاق بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار والتي سيتعين أن تسد فجوات واسعة بين الجانبين. وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية «كان 11»، فإن إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس لمدة 42 يوماً إضافية، دون الدخول في مفاوضات حول وقف الحرب على غزة.
من جهة أخرى، قال باسم نعيم القيادي في حركة «حماس» إنه لا يمكن تحقيق تقدم في ظل استمرار احتجاز هؤلاء الأسرى الفلسطينيين، مضيفاً أن «حماس» ملتزمة مع ذلك بوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
وقال نعيم لرويترز: «أي حديث مع إسرائيل عبر الوسطاء حول أي خطوات قادمة مرهون بالإفراج عن الأسرى المتفق على إطلاق سراحهم وعددهم 602 أسير فلسطيني مقابل الجثامين الأربعة والأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم إطلاق سراحهم السبت الماضي». وكانت مصادر إسرائيلية كشفت، أمس الثلاثاء، عن وجود اتفاق مبدئي على تسليم «حماس» أربع جثث إسرائيليين لمصر قبل الموعد المحدد. ووفق القناة 12 الإسرائيلية تجري مناقشات لتمديد وقف إطلاق النار على غرار مراحل مماثلة لتلك التي في المرحلة الأولى. وكانت تقارير تحدثت الليلة قبل الماضية أنه بعد أن ضغطت «حماس» على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المشمولين بالدفعة السابعة، فإن التسوية الظاهرة التي أعلنت الليلة قبل الماضية، أنه سيتم نقل جثتين إسرائيليتين إلى مصر في غضون 24 ساعة القادمة ومن ثم سيتم إطلاق سراح 301 أسير فلسطيني نصف العدد المعتقل، ثم جثتي اثنين آخرين مقابل إطلاق سراح باقي دفعة الأسرى الفلسطينيين البالغة 602.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول إسرائيلي أن حكومة نتنياهو وضعت نفسها في أزمة، مشيراً إلى أن صفقة التبادل مع حماس على وشك الانفجار. ونقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن المسؤول قوله: «إن إسرائيل تجري محادثات مع الوسطاء والولايات المتحدة في محاولة لحل الأزمة التي نشأت عقب انتهاك نتنياهو لاتفاق تبادل الأسرى، وتأجيل إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني يوم السبت الماضي».
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن الصفقة على وشك الانهيار الكامل، وإذا لم يتم التوصل إلى حل بحلول يوم غد الخميس، فقد لا يتم تنفيذ إعادة جثث 4 أسرى إسرائيليين ولا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كما كان مقرراً. 
في غضون ذلك، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر إسرائيلية قولها إن «حماس لم تهزم في الحرب، ، بل إنها بعيدة عن ذلك. فقد عاد آلاف من عناصرها من جنوب القطاع إلى شماله مع انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم، وسط نصف مليون فلسطيني فعلوا الشيء نفسه»، موضحة أن «حماس تعرضت لضربات قاسية وتعاني فجوات في القيادة والتسليح، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل لحسمها عسكرياً».
إلى ذلك، أعلنت حركة حماس، أمس الثلاثاء، وفاة ستة أطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، نتيجة البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة، ووجود عدد من الأطفال في المستشفيات بحالة حرجة. وحملت «حماس» في تصريح صحفي الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية، ودعت الوسطاء الدوليين إلى التحرك الفوري لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ البروتوكول الإنساني المرتبط به، بما يضمن إدخال مستلزمات الإيواء والتدفئة والمساعدات الطبية العاجلة إلى القطاع، لحماية ما تبقى من الأطفال الذين يواجهون ظروفاً معيشية كارثية.(وكالات)