مع دخولنا عاماً جديداً، أظهرت الكثير من المؤشرات الإيجابية استقراراً في سوق العمل وفي رسالة بريدية، أشارت ساندرا موران، كبيرة مسؤولي تجربة العملاء في شركة «وورك فورس سوفتوير» وهي الآن جزء من مجموعة «أيه دي بي»، إلى أن تقرير الوظائف الأمريكي لشهر ديسمبر/ كانون الأول لعام 2024، يعكس سوق عمل مرناً.
وأوضحت أن الطلبات الأسبوعية للتعويض عن البطالة المقدمة، قبل العطلات، تشير إلى عدد أقل من حالات التسريح، خلال هذه الفترة، مما يدل على سوق عمل صحي، كما سجلت الإنفاقات الاستهلاكية مستويات جديدة، مع عودة المتسوقين إلى التجارب المباشرة في المتاجر.
ولكن على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، يطرح العديد من الخبراء سؤالاً مهماً: لماذا نشعر بعدم السعادة في العمل؟
لسنا سعداء
إذا كنت تشعر بعدم الرضا في عملك، فأنت لست وحدك، ووفقاً لعالمتي النفس التنظيمي كاتينا ساوير وباتريشيا غراباريك، فإن أكثر من نصف الأمريكيين، عانوا الإرهاق المهني، عام 2024 وحده، وهي زيادة كبيرة، مقارنة بالعام السابق، لذا ما الأسباب وراء هذا الشعور، وما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟
قيادة برفاهية
حددت الباحثتان في كتابهما القادم «القيادة من أجل الرفاهية: كيف تنشئ ثقافة فريق تزدهر فيها الجميع»، خمسة عوامل رئيسية تسهم في الشعور بعدم السعادة في العمل:
1. افتقار العمل للحماس:
يشعر الموظفون غالباً بالانفصال، عندما تكون مهامهم خالية من الغرض، أو لا تتماشى مع قيمهم الشخصية، مما يؤدي إلى فقدان الحماس والرضا.
2. قيادة ضعيفة:
يمكن أن تؤدي القيادة، التي تفتقر إلى الدعم والتعاطف والوضوح، إلى إحباط وضغوط على الموظفين.
3. بيئة عمل سامة:
الثقافة السلبية مثل ضعف التواصل، والمنافسة غير الصحية، أو نقص الشمولية، يمكن أن تخلق أجواء مستنزفة عاطفياً، مما يقلل من الروح المعنوية.
4. نقص النمو الوظيفي:
عندما تكون الفرص للتقدم أو تطوير المهارات محدودة، قد يشعر الموظفون بالجمود أو عدم التقدير.
5. اختلال التوازن بين العمل والحياة:
المطالب المفرطة أو التوقعات، التي تتعدى على الوقت الشخصي، يمكن أن تؤدي إلى الإرهاق وعدم الرضا.
صناعة السعادة
دور القادة في إصلاح أسباب عدم السعادة في العمل تؤكد ساوير وغراباريك أن القادة يلعبون دوراً حيوياً في معالجة عدم السعادة في مكان العمل وخلق بيئة داعمة ومزدهرة وكشفتا في بحثهما عن استراتيجيات عملية يمكن للقادة تنفيذها، لتحسين رفاهية الموظفين وزيادة مشاركتهم:
1. خلق أمان نفسي:
يجب أن يشعر الموظفون بالأمان، للتعبير عن أفكارهم ومخاوفهم، دون الخوف من السخرية أو العقاب.
الحل: تشجيع التواصل المفتوح والاستماع الفعال. تطبيع الأخطاء كفرص للتعلم والنمو. الاعتراف بمساهمات وآراء الموظفين لتعزيز الثقة والشمولية.
2. تعزيز الشعور بالهدف:
يمكن للقادة مساعدة الموظفين على فهم كيف تسهم أدوارهم في تحقيق رسالة وأهداف المنظمة.
الحل: توصيل رؤية المنظمة بوضوح وكيفية توافق المهام الفردية مع الأهداف العامة. الاحتفاء بالإنجازات وإظهار تأثير جهود الموظفين.
3. تشجيع التوازن بين العمل والحياة:
يجب على القادة تجنب تحميل الموظفين أعباء زائدة، وضمان حصولهم على وقت للراحة خارج العمل.
الحل: وضع توقعات واقعية للأعباء الزمنية والمواعيد النهائية. تقديم ترتيبات عمل مرنة، مثل العمل عن بعد أو ساعات مرنة.
4. الاعتراف بالمساهمات ومكافآتها:
الموظفون يكونون أكثر انخراطاً وتحفيزاً، عندما يتم تقدير جهودهم ومكافأتهم.
الحل: تنفيذ برامج اعتراف تحتفي بالإنجازات الفردية والجماعية.
تقديم إشادة محددة وحقيقية في الوقت المناسب.
5. إعطاء الأولوية لتطوير الموظفين:
توفير فرص للنمو يمنع شعور الموظفين بالركود.
الحل: تقديم برامج تدريبية وإرشاد وموارد لتطوير المهارات المهنية.
6. تعزيز العلاقات الإيجابية في مكان العمل:
العلاقات القوية بين الموظفين والقادة تعزز الشعور بالانتماء والثقة.
الحل: تنظيم أنشطة بناء فرق وتشجيع التعاون. متابعة احتياجات وتحديات الموظفين بشكل منتظم.
7. نموذج للرفاهية كقائد:
يجب أن يظهر القادة سلوكيات تعزز الرفاهية، مما يشكل قدوة للموظفين.
الحل: إدارة الإجهاد بشكل فعال ومشاركة استراتيجيات التكيف مع الفريق. احترام الحدود المهنية والشخصية.
8. تشجيع القيادة الشاملة:
يضمن مكان العمل الشامل أن يشعر جميع الموظفين بالتقدير والاحترام.
الحل: تعزيز التنوع وضمان تكافؤ الفرص للجميع. الاستماع إلى الأصوات غير الممثلة وتنفيذ ملاحظاتهم.
9. قياس رفاهية الموظفين والاستجابة لها:
الحل: إجراء استطلاعات مجهولة لجمع ملاحظات صادقة.
استخدام اجتماعات فردية لفهم مشاعر الموظفين. تعديل السياسات بناءً على الملاحظات لإظهار الاستجابة.
سعادة ذاتية
كما هو واضح، هناك الكثير من الخطوات التي يمكن للقادة اتخاذها لضمان سعادة موظفيهم. ولكن لا يمكن إلقاء العبء بالكامل على عاتق أصحاب العمل.
وفي عالم العمل حيث السعادة نادرة، تظهر الدراسات أن سعادتك تحت سيطرتك أكثر مما تعتقد. إن الأشخاص الذين يبحثون عن السعادة خارج أنفسهم نادراً ما يجدونها.
0 تعليق