ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت متأخر أمس الثلاثاء خطابه الأول في السياسة العامة أمام الكونغرس، عازماً على توسيع الصلاحيات الرئاسية إلى حد غير مسبوق في التاريخ الأمريكي الحديث، بما في ذلك على حساب السلطة التشريعية نفسها.
وعلى ضوء البلبلة التي يحدثها ترامب وإدارته منذ توليه السلطة قبل حوالى ستة أسابيع سواء في الولايات المتحدة أو في العالم، بات العديد من الخبراء يحذرون من اتجاه أقوى ديمقراطية في العالم إلى نظام غير ليبرالي. ولم يتردد أحد أقرب مستشاري الرئيس الأمريكي ستيفن ميلر أمس الثلاثاء في وصفه بأنه «أعظم خطيب رأيناه على الإطلاق في المكتب البيضاوي»، مضيفاً: إن ترامب سيعرض حصيلة «أنجح بداية لولاية رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة».
وذكرت شبكة «فوكس نيوز» أن ترامب عرض أمام الكونغرس الذي يسيطر حزبه الجمهوري على مجلسيه، الإنجازات الاقتصادية التي حققها خلال أسابيعه الأولى في البيت الأبيض وسط سيل من الإعلانات التي كان لبعضها وقع الصدمة. كذلك، عرض وفق ما أورد مقال نشرته الشبكة المفضلة للإدارة الجديدة على موقعها، مشاريعه من أجل «السلام في العالم».
وترامب عازم على إطباق قبضته على هرمية السلطة بالكامل، غير آبه لتوازن السلطات الذي نص عليه الدستور مانحاً الكونغرس والمحاكم صلاحيات توازن صلاحيات السلطة التنفيذية.
وأصدر ترامب عشرات المراسيم الرئاسية، بعضها قوبل بطعون أمام القضاء باعتباره يتخطى الصلاحيات الرئاسية وأطلق يد إيلون ماسك، أكبر أثرياء العالم، للاقتطاع من الميزانية ولو أنها من ضمن صلاحيات السلطة التشريعية.
وبحسب الصحافة، دُعِي رئيسا مجموعتي تيسلا وسبايس إكس للجلوس في قاعة الكونغرس خلال إلقاء ترامب خطابه مساء أمس الثلاثاء.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، تقرب ترامب بشكل متسارع من الكرملين، فيما ضاعف الهجمات على حلفاء الولايات المتحدة، وكان آخرها فرض رسوم جمركية مشددة على المكسيك وكندا.
وقال ترامب: إنه يعتزم إحداث «قطيعة تامة» مع دبلوماسية «الماضي» المتبعة منذ العام 1945 والتي كانت الولايات المتحدة بموجبها تضمن أمن الديمقراطيات الغربية.
وعلى الصعيد الداخلي، تتجلى هذه «القطيعة» في تعيين أوفياء له على رأس الجهازين القضائي والأمني وتفكيك البيروقراطية الفيدرالية بوتيرة سريعة والهجمات المتكررة على الصحافة. وحذر الخبيران السياسيان ستيفن ليفيتسكي من جامعة هارفارد ولوكان واي من جامعة تورنتو في مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» من الانتقال إلى نظام «متسلط قائم على المنافسة».
وكتب الخبيران أن «انهيار الديمقراطية في الولايات المتحدة لن يؤدي إلى ولادة دكتاتورية تقليدية تكون الانتخابات فيها مهزلة ويتم سجن المعارضين أو طردهم أو قتلهم» بل إلى نظام تتواجه فيه الأحزاب في انتخابات غير نزيهة لأن الحزب الحاكم يكون قد تلاعب بالقوانين والنقاش السياسي لصالحه.
ويتوقع الباحثان أن «يبقى بوسع الأمريكيين معارضة الحكومة، لكن الأمر سيزداد صعوبة وخطورة، ما سيحمل عدداً من الشخصيات والمواطنين على اتخاذ قرار بأن الأمر لا يستحق العناء».
وإن كانت قرارات ترامب حتى الآن ساحقة، فالواقع أن ردود الفعل عليها تبقى خجولة وخصوصاً داخل الحزب الديمقراطي.
ونصحت الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، إحدى الشخصيات الأكثر نفوذاً بين الديمقراطيين، أعضاء حزبها بتفادي التواجه مع ترامب مساء الثلاثاء.
وقالت بيلوسي التي قامت في الرابع من فبراير 2020 بتمزيق نسخة الخطاب الذي كان ترامب ألقاه للتو في الكونغرس، متحدثة لصحيفة واشنطن بوست «دعوه يتخبط في مواقفه، لا تعطوا حججاً للذين سيترصدون تصرفات غير لائقة».(أ ف ب)
ترامب يعتزم توسيع صلاحياته الرئاسية إلى حد غير مسبوق - ستاد العرب

ترامب يعتزم توسيع صلاحياته الرئاسية إلى حد غير مسبوق - ستاد العرب
0 تعليق