اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس الأربعاء، في مدينة الصنمين بريف درعا، جنوب سوريا، بين قوات الأمن العام السوري ومجموعة مسلحة أسفرت عن مقتل 7 أشخاص خلال يومين، بالتزامن مع حملة أمنية في مدينة اللاذقية، غربي البلاد، أسفرت عن مقتل 4 مدنيين، بينما شاركت دمشق للمرة الأولى في اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بلاهابي.
وبينما شهدت محافظات حماة وحلب وحمص وإدلب ودمشق وريفها حملات أمنية، ذكرت مصادر سورية أن الاشتباكات في درعا وقعت مع مجموعة يقودها محسن الهيمد، المعروف في المنطقة، والذي كان يعمل ضمن قوات فرع الأمن العسكري في زمن النظام السابق. وتقدر قوة هذه المجموعة بحوالي 200 عنصر، وهم متورطون في تجارة المخدرات وجرائم أخرى. وتم استخدام أسلحة ثقيلة خلال الاشتباكات بعد إرسال قوات الأمن العام تعزيزات إلى المنطقة.
واقتحمت القوات الأمنية الحي الغربي في المدينة وسط حالة من التوتر والاستنفار الأمني.
ومنحت العمليات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع مهلة زمنية لمدة ساعة واحدة، لإخراج النساء والأطفال من المنازل القريبة من منطقة الاشتباكات، تحسباً لتصاعد وتيرة العنف خلال العملية الأمنية.
يأتي ذلك على خلفية اندلاع الاشتباكات يوم أمس الأول بين قوات الأمن الداخلي ومجموعة «الهيمد»، التي تعد إحدى المجموعات المرتبطة بالأمن العسكري السابق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر هذه المجموعة، وإصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل.
ونقلت الصفحة الرسمية لمحافظة درعا عبر تلغرام عن مصدر في الأمن الداخلي أن قوات الأمن «واصلت العمليات العسكرية لتطهير المنطقة من العناصر المسلحة».
ووصلت «تعزيزات عسكرية» صباحاً إلى المدينة «لمداهمة المجموعات المسلحة الخارجة على القانون»، وفق ما نقلت صفحة المحافظة عن المسؤول في الأمن الداخلي عبدالرزاق الخطيب.
وأضاف «لا تزال الاشتباكات على أشدها في بعض الأبنية بالحي الجنوبي الغربي للمدينة». وأعلن إصابة أحد عناصر الأمن بجروح بعد «إطلاق نار مباشر» على أحد الحواجز التي أقيمت في المدينة أمس الأول الثلاثاء.
وتزامن هذا التصعيد في الصنمين مع حملة مشابهة في اللاذقية، بعدما استهدفت خلايا مسلحة عنصرين من وزارة الدفاع عبر كمين في حي الدعتور، ما أدى إلى مقتلهم على الفور. وفي وقت لاحق أكدت القوات الأمنية تمكنها من إلقاء القبض على عدد من المتورطين في الحادث.
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، في أول حضور سوري لاجتماعات المنظمة عقب سنوات من اتهامات للنظام السابق باستخدام أسلحة كيميائية.
وقال الشيباني، في منشور على منصة «إكس» أمس الأربعاء، «أشارك ولأول مرة في تاريخ سوريا في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، يمثل هذا الاجتماع التزام سوريا بالأمن الدولي ووفاء لمن فقدوا أرواحهم اختناقاً على يد نظام الأسد».
وتأتي هذه المشاركة بعد نحو شهر من زيارة أجراها المدير العام للمنظمة فرناندو أرياس إلى دمشق قال إنها تشكل فرصة «لانطلاقة جديدة»، معتبراً أنه «بعد 11 عاماً من العراقيل التي وضعتها السلطات السابقة لدى السلطات السورية الانتقالية فرصة لطي الصفحة».
ووافقت سوريا بضغط روسي وأمريكي في العام 2013 على الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقراً والكشف عن مخزونها وتسليمه، لتجنب شن الولايات المتحدة وحلفائها ضربات جوية بعد اتهام قوات نظام الأسد حينها بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، حسب روايات انتشرت آنذاك. (وكالات)
سوريا.. اشتباكات دامية بين الأمن ومطلوبين في درعا واللاذقية - ستاد العرب

سوريا.. اشتباكات دامية بين الأمن ومطلوبين في درعا واللاذقية - ستاد العرب
0 تعليق