«أسطول الظل» الروسي في مرمى العقوبات البريطانية.. كيف تتأثر موسكو؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لندن - أ ف ب
أعلنت بريطانيا الخميس، أكبر حزمة عقوبات حتى الآن تستهدف «أسطول الظل» الروسي من ناقلات النفط التي تستخدمها موسكو للالتفاف على حظر تصدير نفطها من قبل الغرب، منذ حربها لأوكرانيا.
وتشمل أحدث العقوبات من جانب الحكومة البريطانية منع 18 سفينة من الرسو في الموانئ البريطانية أو تقديم الخدمات البحرية لها، ليصل العدد الإجمالي للسفن التي تم فرض عقوبات عليها إلى 43.
ويقول خبراء إن ما يسمى بـ«الأسطول الظل» المكون من سفن ملكيتها غامضة أو بدون تأمين مناسب، أتاح لروسيا مواصلة تصدير نفطها رغم العقوبات والسقف الأقصى المفروض على سعر برميل النفط لمبيعاته العالمية.
واتهمت بريطانيا هذا الأسطول بتهديد البيئة والسواحل «نتيجة انتهاكه الصارخ لمعايير السلامة الأساسية»، وقالت إن العقوبات التي فرضتها «تحرم آلة حرب التابعة لبوتين من عائدات أساسية»، وأضافت في بيان «عدد كبير من السفن التي استهدفتها المملكة المتحدة حتى الآن أجبرت على الرسو خارج الموانئ».
وأكد وزير الخارجية ديفيد لامي على أن مهمته الشخصية «تقييد الكرملين وإغلاق الشبكة حول بوتين باستخدام كل أداة تحت تصرفه».
ومع ذلك، توصل تقرير صادر هذا الأسبوع عن كلية كييف للاقتصاد إلى أن كمية النفط الروسي الذي يتم تصديره عبر «أسطول الظل» تضاعف تقريباً إلى 4,1 مليون برميل يومياً في العام حتى حزيران/يونيو 2024.
وعلى الرغم من العقوبات الغربية، فإن 70 في المئة من صادرات النفط الروسية عن طريق البحر أجريت بواسطة «ناقلات أشباح»، وفقاً للتقرير.
وتشمل السفن المستهدفة في حزمة العقوبات البريطانية الجديدة بعض الناقلات المملوكة لشركة سوفكومفلوت، أكبر شركة شحن في روسيا، كما أعلنت الخارجية البريطانية عن عقوبات ضد أربع ناقلات للغاز الطبيعي المسال وشركة الغاز الروسية «روسغازدوبيتشا».
ماهو أسطول الظل الروسي
استعد الروس سلفاً لمعركة كسر العظام بينهم وبين الغرب، حيث حشدت الدببة الروسية بهدوء منذ عام الحرب أكثر من 100 ناقلة قديمة لنقل النفط الخام، اشترت هي بعضها، فيما أكدت تقارير غربية أن مشغلين مرتبطين بها أمدوها بـ29 ناقلة نفط عملاقة، كل منها قادرة على حمل أكثر من مليوني برميل.
وبحسب التقارير الغربية، فإن تلك السفن استخدمت منذ ذلك الحين لنقل النفط من روسيا إلى المشترين الرئيسيين مثل تركيا والهند والصين، مع البقاء بعيداً عن متناول العقوبات التي لا يزال تنفيذها غير مثالي.
وتشير المعلومات إلى أن روسيا وسعت أسطولها أيضاً بأكثر من 30 ناقلة من طراز «سويز ماكس»، بمقدور كل منها حمل نحو مليون برميل نفط، إضافة إلى 49 ناقلة من طراز أفراماكس يمكنها نقل نحو 700 ألف برميل.
آلية العمل
وحسب تقرير لوزارة الخزانة الأمريكية صدر في عام 2020، فإن الناقلات التي تتبع «أسطول الظل» تقوم بتغيير الأعلام التي تحملها، وإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال حتى لا يتم تتبعها، أو حتى إرسال إشارات خادعة، إضافة إلى القيام بتبادل النفط في البحر.
وأضاف التقرير أن بعض هذه الناقلات تقوم بتغيير اسم السفينة، وتعمد إلى استخدام أسماء شركات وهمية، أو تزوير المستندات لإخفاء ملكية الناقلة التي تُبحر عادة من دون أي تأمين حقيقي عليها، حيث تهدف من خلال كل هذه الترتيبات إلى البقاء بعيداً عن متناول هيئات إنفاذ القانون البحري.
وقدّرت شركة الذكاء الاصطناعي البحري «ويندوارد» في أواخر سنة 2023 أن «أسطول الظل» الروسي يتكون من نحو 1400 إلى 1800 سفينة، وهو ما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
كيف ساعد روسيا
وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ عام 2023، فإن طرق التفاف روسيا على العقوبات الغربية عززت أعمال عشرات التجار وشركات الشحن الذين يصعب تعقبهم، في وقت يبلغ ما يتقاضونه 11 مليار دولار سنوياً من عائدات موسكو من النفط بين وقت مغادرة النفط روسيا وحتى وصوله إلى المشترين.
وبحسب تقارير غربية فإن «أسطول الظل» أتاح لروسيا حتى الآن تخفيف تأثير العقوبات على مبيعاتها النفطية ففي الربع الأول من سنة 2024، ارتفعت عائدات الدولة الروسية من النفط بنسبة 79 في المئة عن العام السابق. وفُسر ذلك بأنه ناتج من مزيج من ارتفاع الضرائب على شركات النفط، إضافة إلى زيادة الصادرات.
وقدرت «رويترز» أن تتضاعف تقريباً عائدات روسيا من النفط والغاز في إبريل/نيسان 2024 عمّا كانت عليه في العام السابق لتصل إلى 14 مليار دولار بفضل ارتفاع الأسعار. ومع أن سعر خام الأورال في السوق اقترب من سقف الـ 60 دولاراً في ديسمبر/كانون الأول 2022، فإنه ارتفع إلى نحو 80 دولاراً في سبتمبر/أيلول 2023 وبلغ نحو 75 دولاراً في نهاية إبريل/نيسان 2024.
ويشير ذلك إلى فشل مفهوم سقف الأسعار بأكمله، أي السماح للبلدان بالشراء بسعر دون 60 دولاراً عن طريق آليات شحن مشروعة، ومؤمنة لأن سعر السوق أعلى من السقف.

أخبار ذات صلة

0 تعليق