بيروت: «الخليج»، وكالات
ارتفع منسوب التفاؤل في لبنان، أمس الإثنين، بقرب الاتفاق على وقف اطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، خاصة مع وصول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم الثلاثاء لاستكمال المفاوضات وتسلم الردين اللبناني والإسرائيلي على المقترح الامريكي، في وقت أكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنّ الرد اللبناني على الورقة الأمريكية كان إيجابياً ولكن بعض النقاط تحتاج إلى نقاش، وان العنوان الأساسي بالنّسبة لنا في هذه المسودّة هو تطبيق القرار 1701، مشيرا إلى أنه لم يسمع عن شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لإسرائيل في لبنان، بينما تقدم لبنان بشكوى ضدّ إسرائيل أمام مجلس الأمن بشأن استهداف الجيش اللبناني، في وقت ظهر الانقسام الأوروبي واضحاً حيال دعوة ممثل السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل بشأن تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان. وكان موقع «أكسيوس» نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل زيارته لبيروت لحين توضيح موقف لبنان من اتفاق التسوية. إلا أن بري عاد وأكد وصول هوكشتاين في موعده اليوم الثلاثاء، مستغربا الحديث عن تأجيل زيارته.
من جانبه، قال ميقاتي، أمس الاثنين، «لم أسمع عن شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لإسرائيل في لبنان وهي مجرد تكهنات». وأضاف أن «ما يهمني هو تعزيز وجود الجيش في الجنوب اللبناني وأن لا يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية». وكان مصدر رسمي لبناني قال إن بيروت تتعامل بإيجابية مع المقترح الأمريكي لوقف النار، عشية وصول هوكشتاين لاستكمال المفاوضات بين إسرائيل و«حزب الله». وأضاف المصدر قوله «منفتحون على مضمون مسودة المقترح الأمريكي ونتعامل معها بإيجابية». وتابع المصدر: «لا مانع في تعزيز عمل اللجنة الثلاثية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي 1701 الصادر عام 2006». وكانت وسائل إعلام لبنانية ذكرت فجر أمس الاثنين، أن بيروت أبلغت واشنطن موافقتها على اقتراح وقف النار. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن «حزب الله» يعتبر أن المقترح الأمريكي يشكل «إطاراً تأسيسياً» لأي اتفاق محتمل لوقف النار، لكنه في الوقت نفسه يشدد على أن المقترح يحتاج إلى نقاش طويل قبل قبوله. وكان «حزب الله» سلم الأحد رده على الورقة الأمريكية المقترحة لوقف القتال مع إسرائيل إلى رئيس البرلمان نبيه بري. ومن جانبها، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، تقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للجيش اللبناني، والتي كان آخرها الاعتداء الذي طال، أمس الأول الأحد، مركزاً للجيش في بلدة الماري في قضاء حاصبيا - جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين.
من جهة أخرى، قال بوريل، أمس الإثنين، إنه لم يعد هناك كلام لوصف الوضع في الشرق الأوسط. وقال المسؤول الإسباني قبل أن يترأس آخر اجتماع له مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل «لم يعد هناك كلام، استنفدت كل الكلام لشرح ما يجري في الشرق الأوسط» حيث تخوض إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة ولبنان. وتابع بوريل «هناك حوالى 44 ألف قتيل في غزة و70% من هؤلاء القتلى نساء وأطفال»، مضيفاً «حين ننظر إلى أعمارهم، فهم في غالب الأحيان أطفال دون التاسعة من العمر». وقال بوريل «حاول كثيرون وقف الحرب في غزة... لكن هذا لم يحدث حتى الآن. ولا أرى أملاً في أن يحدث. لذا يتعين علينا أن نضغط على الحكومة الإسرائيلية، وكذلك على حركة حماس بالطبع». وكان بوريل (77 عاماً) قال إنه سيحض الوزراء في هذا الاجتماع الأخير برئاسته قبل انتهاء ولايته الشهر المقبل، على تعليق الحوار السياسي الذي نص عليه اتفاق الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، لكن هذا الاقتراح اصطدم برفض العديد من دول التكتل لا سيما ألمانيا وهولندا وفرنسا وإيطاليا.
0 تعليق