روسيا تبدأ بإنتاج كبير لملاجئ متنقلة.. هل تستعد لحرب نووية ؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«الخليج» - متابعات
يوماً بعد يوم، وتتدحرج الحرب الأوكرانية نحو مزيد من التصعيد الذي ينذر بكوارث أشدّ وأقسى مما حدث خلال الـعامين الماضيين، وربما تندفع المواقف، إذا حصل المزيد من الانخراط الغربي في الحرب، وشعرت روسيا بأن أمنها الوطني بات مهدداً، إلى حد اللجوء إلى خيارات خطرة، من بينها اللجوء إلى الخيار النووي التكتيكي، لاسيما أنها بدأت بالفعل بإنتاج متسلسل لملاجئ متنقلة يمكنها الحماية من مجموعة متنوعة من المخاطر، تتضمن الصدمات الموجية والإشعاع الناجمين عن انفجار نووي.
وأفاد معهد الأبحاث التابع لوزارة الطوارئ الروسية بأن وحدة (كيه.يو.بي-إم) توفر الحماية لمدة 48 ساعة ضد هذه المخاطر وغيرها من مخاطر الكوارث الطبيعية تلك التي من صنع الإنسان.
ومن بين المخاطر التي تحدث عنها المعهد، الانفجارات والشظايا الناجمة عن الأسلحة التقليدية، والحطام المتساقط من المباني والمواد الكيميائية الخطيرة والحرائق.
ولم يربط المعهد هذه الخطوة بأي أزمة حالية، رغم أن الإعلان تزامن مع موافقة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية بعيدة المدى داخل روسيا، وهو القرار الذي قال الكرملين إنه متهور وسيستدعي رد فعل من موسكو.
بدأ لأول مرة في روسيا الإنتاج الصناعي التسلسلي للملاجئ المتنقلة من طراز «كيه. يو. بي – إم» التي طورها متخصصون من المعهد الروسي لأبحاث الدفاع المدني والطوارئ.
يتسع لـ54 شخصاً
وقد انطلقت عملية الإنتاج التسلسلي للملجأ المتنقل في مدينة دزيرجينسك بمحافظة نيغيني نوفغورود الروسية، وأصبح ذلك ممكناً نتيجة البحوث والجهود التي بذلها العلماء والأخصائيون في مجال وقاية السكان والمناطق من حالات الطوارئ على مدى سنوات طويلة.
يذكر أن الملجأ المتنقل عبارة عن حيز متعدد الوظائف يوفر حماية السكان من التهديدات المختلفة، بما في ذلك الكوارث الطبيعية والحوادث التكنولوجية، بما في ذلك الإشعاع الناتج عن انفجار نووي ومن التلوث الإشعاعي.
ويتكون النموذج الأساسي للملجأ من وحدتين: غرفة مخصصة للأشخاص، تتسع لـ54 شخصاً، ووحدة تقنية. وإذا لزم الأمر، يمكن زيادة قدرة المنشأ الواقي باستخدام وحدات إضافية.
وحسب المطورين، فإن الميزة الرئيسية له هي قابليته للنقل، حيث يمكن نقله بسهولة إلى أي موقع آخر وربطه بأنظمة المرافق الموجودة.
ومن جهته قلص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، الحد الذي يسمح لروسيا بتوجيه ضربة نووية رداً على مجموعة أوسع من الهجمات التقليدية، وقالت موسكو إن أوكرانيا ضربت داخل روسيا باستخدام منظومة الصواريخ التكتيكية الأمريكية (أتاكمز).
تعديل العقيدة النووية
ووافق بوتين على تعديل العقيدة النووية بعد أيام من تصريح اثنين من المسؤولين الأمريكيين ومصدر مطلع، بأن قراراً صدر يوم الأحد مفاده بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة أمريكية الصنع للضرب داخل العمق الروسي.
وتحذر روسيا الغرب منذ أشهر من أنه إذا سمحت واشنطن لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أمريكية وبريطانية وفرنسية داخل الأراضي الروسية، فإن موسكو ستعتبر هؤلاء الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ضالعين مباشرة في الحرب في أوكرانيا.
وجاء في مرسوم منشور أن بوتين وافق الثلاثاء، على النسخة المعدلة من العقيدة النووية الروسية التي تحدد الشروط التي بموجبها يأمر الرئيس بتوجيه ضربة من أكبر ترسانة نووية في العالم.
وقال محللون إن التعديل الأكبر يتمثل في أنه أصبح بوسع روسيا بحث احتمال توجيه ضربة نووية رداً على هجوم تقليدي على روسيا أو حليفتها روسيا البيضاء «خلق تهديداً خطيراً لسيادتهما أو سلامة أراضيهما أو الأمرين معاً».
وتحدد العقيدة المعدلة، المعروفة رسمياً باسم «أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي» التهديدات التي قد تدفع روسيا، أكبر قوة نووية في العالم، للتفكير في استخدام مثل هذه الأسلحة.
وبحسب العقيدة الجديدة، قد تفكر روسيا في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت أو حليفتها روسيا البيضاء لعدوان باستخدام «أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية».
أما العقيدة السابقة، التي تم تحديدها في مرسوم عام 2020، فتنص على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم نووي من جانب عدو، أو لهجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.
وتشمل التحديثات الجديدة اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من دولة غير نووية مدعومة من دولة نووية هجوماً مشتركاً، إضافة إلى أن أي هجوم جوي واسع النطاق بطائرات وصواريخ موجهة وطائرات مسيرة تعبر حدود روسيا، قد يؤدي إلى رد نووي.
وتذكر العقيدة أن «أي عدوان ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها من جانب دولة غير نووية بمشاركة أو دعم دولة نووية يعتبر هجوماً مشتركاً». وتضيف «أي عدوان تشنه أي دولة عضو في تحالف (تكتل أو اتحاد) ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها يعتبر عدواناً من جانب التحالف بأسره».
هجوم أوكراني على العمق
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا ضربت منطقة بريانسك الروسية بستة صواريخ، وإن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت خمسة منها وألحقت أضراراً بأحدها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالإنجليزية «سنعتبر هذا مرحلة جديدة نوعية في الحرب الغربية ضد روسيا وسنرد وفقاً لذلك».
وأضاف أن الهجوم على روسيا باستخدام نظام أتاكمز لا بد أنه تم بالاستعانة بجنود أمريكيين وبيانات أمريكية.
ومضى لافروف يقول إن روسيا ستفعل كل شيء لتجنب حرب نووية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي التي استخدمت الأسلحة النووية ضد مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في عام 1945.
وفي اليوم الألف من الحرب في أوكرانيا، أضافت روسيا أيضاً تعريفاً أوسع للبيانات التي يمكن استخدامها للإشارة إلى أن روسيا تتعرض لهجوم شامل بطائرات وصواريخ وطائرات مسيرة.
وتدخل الحرب- كما يصفها بعض المسؤولين الروس والغربيين- بأنها قد تكون مرحلتها النهائية الأكثر خطورة مع تقدم قوات موسكو بأسرع وتيرة منذ الأسابيع الأولى من الصراع، بينما يتساءل الغرب عن كيفية انتهاء الحرب.
وارتفعت السندات الحكومية والين الياباني، بينما تراجعت الأسهم واليورو، مع إقبال المستثمرين على شراء أصول الملاذ الآمن بعد نشر العقيدة الروسية بعد التحديث. وانخفض الروبل الروسي إلى ما دون 100 مقابل الدولار للمرة الأولى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
حرب
وقال دبلوماسيون روس إن الأزمة يمكن مقارنتها بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 التي تعد أكثر مرحلة في الحرب الباردة اقتربت فيها القوتان العظميان آنذاك من الدخول في مواجهة نووية، وإن الغرب يرتكب خطأ إذا كان يعتقد أن روسيا ستتراجع في أوكرانيا.
وقال الكرملين إن روسيا تعتبر الأسلحة النووية وسيلة للردع وإن النسخة المحدثة من العقيدة النووية، تستهدف توضيح حتمية الرد على الأعداء المحتملين إذا هاجموا روسيا.
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي المشرف على شؤون التحكم في الأسلحة والعلاقات مع الولايات المتحدة: «لا يمكن التهوين حالياً من احتمال الصدام المسلح المباشر بين القوى النووية، ما يحدث لا مثيل له في الماضي، نحن نتحرك في أرض عسكرية وسياسية غير مستكشفة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق