سيكون مصير أحد أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم على المحك في الأشهر المقبلة عندما تقرر السلطات البرازيلية ما إذا كانت ستدمج قرد الطمارين ضمن سياسات التخطيط الحضري في مانوس.

حفظ البيئة

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، يقول دعاة الحفاظ على البيئة إن هذا الإدراج أمر بالغ الأهمية ليس فقط لحماية القرد المهدد بالانقراض، ولكن أيضًا كمؤشر على استعداد المدينة الأمازونية لإنشاء مساحات خضراء من شأنها أن تعود بالنفع على حياة سكانها.

وقرد التمارينن ذو الجزء العلوي الصغير الأبيض الرقيق والوجه الأسود الخالي من الشعر يتواجد في البرازيل، حيث لديه أحد أضيق نطاقات الموائل بين جميع الرئيسيات، ويوجد فقط حول حدود المدينة.

قرد الطمارين

وفي العقود الأخيرة، تم الضغط عليها من معظم موطنها بسبب التوسع العمراني لمدينة مانوس، وهي المدينة الأكثر كثافة سكانية في الغابات المطيرة البرازيلية مع أكثر من 2.2 مليون نسمة. 

وأدى النمو غير المنظم إلى زيادة مساحة المدينة بنسبة 60٪ منذ عام 1985 لإطعام سكانها، تضاعف حجم المزارع القريبة بأكثر من الضعف، حيث تغطي الآن 56000 كيلومتر في الثانية. 

كما تتوسع أنظمة النقل، وتشكل الحيوانات النافقة على الطرق تهديدًا كبيرًا للحياة البرية في هذه النقطة الساخنة للتنوع البيولوجي.

وتقلصت أعداد قرد الطمارين بسرعة إلى ما يقدر بنحو 22 ألف قرد، ومن المتوقع أن يفقد هذا النوع 80% من هذا العدد خلال العشرين عامًا القادمة. 

انقراض القرود

ويصنفه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنه مهدد بالانقراض، وهي الفئة الأخيرة قبل الانقراض.

وبُذلت جهود عديدة لإنقاذ الأنواع، بما في ذلك خطة عمل وطنية، وإنشاء الحكومة الفيدرالية لملجأ للحياة البرية لقرد التمارين ومراكز إنقاذ، وبناء جسور للحياة البرية عبر الطرق .

ومع استمرار تناقص أعداد القرود، يقول خبراء الحفاظ على البيئة إن الأمر يتطلب استراتيجية أكثر شمولاً. 

وفي الحادي والعشرين من نوفمبر ، قُدِّمت مقترحات مفصلة إلى سلطات المدينة خلال مناقشة عامة. وينتظر أنصار القرود الآن صدور قرار بهذا الشأن.

وفي أوائل عام 2025، سيكون هذا موضوعًا رئيسيًا للمناقشة في سلسلة من الاجتماعات بين سلطات المدينة وعلماء الأحياء في جامعة ماناوس وجماعات الحفاظ على البيئة وإدارات البيئة المحلية والولائية والهيئتين البيئيتين الفيدراليتين الرئيسيتين وهما المعهد الدولي للبحوث البيئية المستدامة والمركز الدولي للبيولوجيا.

ويقول ديوجو لاجروتيريا، رئيس لجنة أنواع قرد الطامارين في المركز الدولي للتنوع البيولوجي، إنه من الأهمية بمكان أن يلتزم الساسة والحكومات المحلية بالسياسات التي تحافظ على المساحات الخضراء وتستعيدها وتحميها.

وتابع : "سيستفيد الأطفال وكبار السن، على وجه الخصوص، من مدينة أكثر برودة وترحيباً مع فرص للتواصل مع الطبيعة".