يجمل كتاب "عبارات ليست عابرة".. للكاتبة نفيعة عواد زويد العنزي، الكثير من عبق الماضي، ويدعونا إلى العودة إلى الزمن الجميل، وما تميّز به عادات وتقاليد وقيم ومباديْ وحسن جوار، واحترام للآخر.
الكتاب الذي صدر عن منشورات ذات السلاسل بالكويت، جاء في 174 صفحة من القطع المتوسط، احتوى على كلمات ونصوص موجزة توزعت على صفحات الكتاب بحسب موضوعها وفق الترتيب الأبجدي من الألف إلى الياء.
وقد احتل الكتاب مكانة متقدمة في قائمة الكتب الأكثر مبيعا بالكويت، وكشف إقبال الناس على اقتناء الكتاب واحتفائهم بما احتواه من نصوص، كشف عن أن شغف القراءة وحب رائحة الحبر على أوراق الكتب لا زال باقياً برغم طغيان التكنولوجيا وسطوة وسائل التواصل الإجتماعي.
تقول الكاتبة نفيعة عواد زويد العنزي، إن الكتاب هو حصاد 33 عاماً قضتها في العمل التربوي، وتعاملت خلالها كل الشرائح من بنين وبنات، من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، واقتربت خلالها من مع كل فئات المجتمع، الأمر الذي خلق لديها حصيلة من المعرفة حول تفكير الآخر وثقافته.
ولفتت "العنزي" إلى أن الكتاب يحمل الكثير والكثير من الرسائل، وأنها أرادت من خلال عنوان كتابها أن تقول للقارئ "اعطني من وقتك لحظات قليلة"، لُيطالع "عبارات ليست عابرة"، عالجت من خلالها موضوعات متنوعة، وقضايا مجتمعية متعددة، وعناوين كثيرة منها: كيفية التعامل مع الاخر، وقبول الآخر، والاحترام، والصبر، والتأني، عبر رسائل توجيهية تحمل إسقاطات على الواقع، مؤكدة على أن الناس يتعطشون لهذه النوعية من العبارات القصيرة ذات المعنى، مثل قولها: "أثواب الجهل مثقوبة"، و"كُن أسداً وعش ملكاً"، و"الحياة حقل تجارب ملئ بالألغام"، و"أخلاقيات الجار هي من توضح تربية الجار"، و"كي تهنأ بدارك اكسب جارك.
ورأت مؤلفة كتاب "عبارات ليست عابرة"، بأن ما حظي به الكتاب من إقبال من قبل القراء، يؤكد على أن هناك قراء ما زالوا يحترمون الكتاب الورقي ورائحة الحبر على صفحات الكتب، وأن الناس ما تزال متعطشة للقراءة برغم طغيان التكنولوجيا.
ونوّهت إلى أن إعداد الكتاب استغرق من الوقت ثلاث سنوات، وأنه جاء في مجلد من 700 صفحة، لكن بحسب نصائح من الناشر تم تقديم جزء أول منه في أكثر من 170 صفحة، على أن يستكمل في أجزاء أخرى، وبيّنت بأن صفحات كتابها جاءت "كي لا نبعد في زمن طغيان التكنولوجيا عن المبادئ والقيم والأسس في التعامل مع الآخر".
وفي مقدمة كتاب "عبارات ليست عابرة"، تقول مؤلفته نفيعة عواد زويد العنزي، إنها تهدي كتابها إلى كل من يجب قراءة عبارات وجمل ذات مغزى أبعد من معناها الحرفي، ولكل من يحب قراءة الأقوال، الأمثال الحكم والمواعظ، حيث جميعها تعتبر عبارات وجمل تحمل معنى أبعد من سطورها.
ويحمل الكتاب بين صفحاته عبارات هي بمثابة استدعاء الشخص للتأني والوقوف عندها لقراءتها والاستفادة منها، لأنها تحمل معاني كثيرة وبعيدة وأغلبها تعتبر جملاً مقتضبة، والمقصود منها هدف ومعنى محدد كي تصل للقارئ دون شرح للمعنى، ليستمد فهمه لها من خلال زاويته الخاصة، وهذه الزاوية تعتمد على كثير من الأمور كنشأته وعلمه الذي يرى به العبارات.
وقد حرصت المؤلفة على إسقاط المعاني على عبارات وحروف كتابها في جميع فصوله، والتركيز على ما توصلت إليه خلال الأحاديث مع الآخرين واستخراج العبر من تلك الأحاديث، ومما استشفته من معاناتهم ومن مواقف حياتية، ومن خلاصة ما امتلكته من تجارب في معترك الحياة، ومن خلال ما استقته من والدها عواد الزويد، ووالدتها فوزة الفارس باعتبارهما مدرستها الأولى في الحياة.
0 تعليق