«كل محافظات مصر جديرة بأنها تُكتشف»، كان الشعار الذي تجمع حوله مجموعة من الشباب خريجى كليات الآثار أو طلاب الدراسات العليا أو لهم علاقة بالآثار، فبدأت حكايات ترحالهم في أعماق التاريخ في 2017، يبحثون في الأماكن البعيدة والقريبة في محافظات مصر، فيذهبون أفواجا ليستكشفوا تاريخها، مرددين «هتشوف مصر بعيون مختلفة»، فلا يرتادون الأماكن المشهورة، بل يبحثون عن عمق التاريخ في مختلف المحافظات.
رحلات شتوية لاكتشاف «كنوز الصعيد»
بدأت فكرة «تراثنا» قبل 7 سنوات، ومنذ ذلك الوقت سافر الفريق مع مئات السياح الأجانب والمصريين إلى عدد كبير من المباني الأثرية والمتاحف المغمورة، مثلما يحكي أحمد يحيى، باحث دراسات عليا من فريق تراثنا، لـ«الوطن»، وبعد تنظيم الفريق، الذي يضم عددا من المهتمين والدارسين للحضارة والتاريخ، بدأت الرحلات إلى أماكن متفرقة، منها زيارة معالم أسيوط وكهف الجارة وبيوت مصر القديمة، وكشف خبايا سوهاج، حتى زيارة المقبرة رقم 1 في مقابر تونا الجبل وكشف حكاية صاحبتها «إيزادورا»، والبحث وراء جماليات معالم قنا بعيدا عن اشتهارها بمعبد الدندرة: «محافظة قنا من المحافظات اللي فيها كنوز ومعالم كتير جداً غير اللي إحنا نعرفه؛ زي قصر البرنس يوسف كمال والجامع العمري في قوص، ومدينة نقادة القديمة بأديرتها واشتهارها بصناعة النسيج والفخار، ودير المحرق اللي يعتبر أكتر مكان قعدت فيه العائلة المقدسة في مصر وهو موجود في أسيوط»، وتلك الآثار المغمورة التي لا يصل إليها أحد بسبب وجودها في أماكن بعيدة.
الفئات الأكثر طلبًا للرحلات
يروى «يحيى» عن فريقهم الذي يجمعه حب التاريخ: «معظم الشباب ليهم علاقة بالآثار، فكرتها ببساطة إننا ميالين أكتر للأماكن اللي مش معروفة في مصر، فيه أماكن كتير معروفة وغيرها كتير مش معروفة، المزارات في رحلاتنا بتختلف حسب الأماكن اللى بنزورها، كل محافظة بنزورها وليها برنامج يوم لو ينفع نبات أو حاجة».
ومنذ انطلاق تلك الرحلات رافقهم عدد كبير من السياح والمصريين المهتمين بزيارة الأماكن القديمة غير المعروفة، فتلك الأزقة مثلاً أو هذه البيوت العتيقة التي تتحدث جدرانها عن تاريخ من عاشوا فيها تجذب الزوار من محبي الأصالة، وتتفاوت أعمار المقبلين على هذه الرحلات لكنهم ليسوا في مقتبل العمر لكن بداية من منتصف العشرينات فما فوق لأن الأماكن التى تستهدفها الرحلات لا تستهوى الكثير من الشباب كما رصد «يحيى»: «بيكون عليها إقبال، بس مش بتستهدف الشباب أوي لأنهم عايزين بحر بس مش كلهم، والرحلات صيف وشتا، الصيف بنروح شمال مصر فيها معالم كتير أوى، والشتا بنروح خط الصعيد وده أحسن حاجة بالنسبة لنا لأن فيه أماكن كتير جداً للزيارة».
ورغم ذهاب الفريق إلى عدد من المحافظات الشهيرة إلا أنه يكشف النقاب عن كنوز بها لم يلتفت إليها الكثيرون، مثل كشف مزارات تاريخية في مدينة الإسماعيلية بعيدا عن كونها مدينة مصيف، مرفقين عبارات تشجيعية على الاكتشاف مثل: «كل محافظات مصر جديرة بأنها تُكتشف».
0 تعليق