افتتح الجمعة، برواق الفن المعاصر محمد الدريسي بطنجة، معرض جماعي بعنوان “موسم بلجيكا – قصص عابرة للحدود”، إيذانا ببدء سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية تخليدا للذكرى الستين لتوقيع اتفاقية اليد العاملة الثنائية بين المغرب وبلجيكا.
ويحتفي هذا المعرض، الذي يقيمه مركز الفنون “موسم” ومقره بروكسل، بشراكة مع فنانين وكتاب ومخرجين من الجالية المغربية، بالعلاقات المتينة التي تجمع بين بلجيكا والمغرب، وذلك من خلال استكشاف رحلات الهجرة والإبداعات الثقافية.
وهؤلاء الفنانون البلجيكيون من أصول مغربية، الذين تعكس أعمالهم ديناميات المجتمع المعولم، يتناولون عبر أعمالهم الإبداعية مفاهيم الهوية والانتماء من خلال تعبيرات فنية متنوعة.
ومن ثمة، يهدف المعرض إلى أن يكون بمثابة تكريم لهذا المزيج الثقافي، والكشف عن التلاقح الذي يميز عالم الفن المعاصر وكذا تسليط الضوء على مساهمة الفنانين من مغاربة العالم.
وأوضح محمد إيكوبان، مدير مركز الفنون والمسؤول المشترك عن المعرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف الرئيسي من تنظيم موسم بلجيكا هو تسليط الضوء على مراحل تطور الجالية المغربية بالخارج، خاصة ببلجيكا، والأدوار الثقافية والفنية المهمة التي يضطلع بها المهاجرون، ليس فقط في البلد المضيف، ولكن أيضا في المغرب.
وتابع أن “هؤلاء الفنانين يشاركون في خلق مشهد مغربي آخر أكثر انفتاحا من خلال استلهام أصولهم ولكن أيضا من سياقات البلدان المستضيفة، من خلال إبداع فن جديد وهوية بلجيكية مغربية جديدة”، مشيرا إلى أن هذا الحدث يوضح أيضا أهمية مساهمة وترجمة أدب الكتاب المغاربة حول العالم وجعله في متناول القارئ المغربي.
وأضاف أن هؤلاء الفنانين يساهمون في إثراء المشهد الثقافي المغربي من خلال تمكينه من الانفتاح على تأثيرات جديدة، ومزج جذورهم مع الإلهام المستمد من البلدان المضيفة، وبالتالي خلق فن جديد يحمل هوية بلجيكية-مغربية جديدة.
وقال السيد إيكوبان إن هذه النسخة تتميز أيضا بترجمة ونشر رواية مكتوبة باللغة الهولندية، بالتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، مبرزا أهمية جعل الأعمال الأدبية للكتاب المغاربة في المهجر في متناول الجمهور المغربي، خاصة أولئك الذين يعبرون عن أنفسهم بلغات أقل انتشارا في المغرب.
من جانبه، أشار رئيس المجلس، إدريس اليزمي، إلى أن المؤسسة تولي اهتماما خاصا للثقافة في علاقاتها بالجاليات المغربية المقيمة بالخارج، مضيفا أن الثقافة هي عامل أساسي لا يسمح فقط بتعزيز الروابط وتجديدها مع مغاربة العالم، بل أيضا بإثرائها.
ورأى رئيس المجلس أن الرواية المغربية المكتوبة بعدة لغات، وعطاء المبدعين الشباب يساهم في إغناء أدب البلدان المستضيفة لهم ويوسع الأفق الثقافي المغربي، معتبرا أن الاحتفاء بهذا التنوع الأدبي يجعل من الممكن استحضار تاريخ الهجرة المغربية، مع النظر نحو المستقبل.
وبعد أن سلط السيد اليزمي الضوء على آفاق الشباب من المغرب والمهجر، أبرز ثراء العطاء الفرداني ضمن هذه الهجرة، موضحا أن كل مهاجر يحمل قصة فريدة من نوعها، وهذا بالضبط ما يريد هذا المعرض إبرازه، لأنه بعيد عن أن يكون مستنسخا ومتشابها، إذ أن ابداعات مغاربة العالم تتشكل من العديد من القصص الشخصية، كل منها كنز حقيقي.
وفي 17 فبراير من سنة 1964، وقعت بلجيكا والمغرب اتفاقية بشأن استقدام اليد العاملة المغربية، وهو حدث مهم شهد توافد المهاجرين المغاربة إلى بلجيكا للمساهمة في تحقيق الازدهار الاقتصادي للبلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
و”موسم بلجيكا – قصص عابرة للحدود” يبرز التبادلات الثقافية الغنية مع المغرب من خلال ثلاثة اهتمامات فنية، وهي الفنون البصرية والأدب والسينما.
وجرى تنظيم التظاهرة بدعم من الحكومة الفلامانية ولجنة المجتمع الفلاماني (VGC)، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومنتدى خريجي بلجيكا بالمغرب، ويستمر بطنجة إلى غاية 25 من أكتوبر الجاري قبل أن يحط الرحال بوجدة.
يقدم الموسم برنامجا متنوعا في طنجة، بما في ذلك “حديث الفنان” في كشك – فكر طنجة، تليه أمسية أدبية في مسرح رياض السلطان. كما سيتم بالخزانة السينمائية لطنجة عرض الفيلم الروائي الطويل “صورة” IMAGE لعادل العربي وبلال فلاح، والفيلم القصير “رشيد” للمخرجة رشيدة الجراني، وكذلك الفيلم الروائي” أمل” لجواد غالب والفيلم القصير “كليم” لإيش آيت حمو.
0 تعليق