كم هي حالات الإحباط والخيبات التي عادة ما تلازم مشاركات المنتخب الوطني، على الرغم من الدعم والزخم الجماهيري والإعلامي، الذي ما إن نلتمس منه بارقة أمل على طريق عودته واستمرارية عطائه، إلا وتخفت مرة أخرى جذوة الحماس والتفاؤل، ونعود لنقف مشدوهين أمام هذا الانتكاس والتراجع المخيف، ولا تُعرف أسباب بيّنة وواضحة لهذا التذبذب والتباين رغم تعاقب العديد من الإدارات والمديرين الفنيين واللاعبين، ومشاركاتنا دائماً ما تكون لغزاً محيراً نعجز عن فك طلاسمه وأسراره.
في السنوات الأخيرة بات المنتخب لا يواصل المشوار في البطولات والمنافسات، وعرضة للخروج من الأدوار الأولى، وحظوظه للوصول إلى نصف النهائي أو المنافسة على الألقاب تعد ضرباً من الخيال، وبعيداً عن ما قدمه في بطولة كأس الخليج «خليجي 26» من استحواذ على الكرة، إلا أن هناك أخطاء فنيه تكتيكية وإهداراً للفرص السانحة لافتقاده للمهاجم الصريح، إضافة إلى السقطات المتكررة في العمق الدفاعي، ما يضع أكثر من علامة استفهام وعدة أسئلة حائرة تحتاج إلى إجابات وردود عليها.
السؤال الأهم الذي ينبغي أن نطرحه، هل يجب على جمهور الإمارات أن يشعر بالتفاؤل في قدرة الفريق للمحافظة على حظوظه في ما تبقى من مباريات تصفيات مونديال 2026 بعد الخروج الخليجي المخيب؟ أم عليه أن يشعر بالتشاؤم مع هذا الفريق والمدرب الذي لم يجد الثبات في التشكيلة ولم يضع يده على مشاكل الفريق الفنية لترميمها؟ ما يحدث الآن يمنحنا لمحة تولد حالة من عدم اليقين حول المستقبل الضبابي غير الواضح الذي لا يطمئن الجماهير ويجبر خواطرها.
ثلاثة أشهر متبقية تفصلنا عن عودة تصفيات المونديال، ولقاء الأبيض مع نظيره الإيراني المتصدر، وهناك إمكانية لمشاهدة قائمة مغايرة للمنتخب، بضم لاعبين مقيمين يحق لهم اللعب مع المنتخب، وسبق ل«الأبيض» أن أهدر العديد من النقاط في الدور الأول على أرضه أمام منتخبات تعتبر أقل منه شأناً وكفاءة، فكيف سيتعامل بينتو مع تنظيم الفريق والتشكيلة التي كانت مصدراً للكثير من الانتقادات؟ ويبقي دون أدنى شك أن هناك الكثير من الدروس المستفادة لهذا الخروج المحبط من البطولة الخليجية.
0 تعليق