"أسبوع عمان" يستعرض الجهود العالمية لكبح تغيرات المناخ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

بدأت بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمسقط اليوم فعاليات أسبوع عمان للمناخ تحت شعار "الحياة في عالم مستدام" بمشاركة أكثر من 250 متحدثا وأكثر من 2000 مشارك من سلطنة عمان وخارجها، ويستمر الحدث العالمي حتى 27 فبراير الجاري.

رعى حفل افتتاح الأسبوع معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل.

ويأتي أسبوع عمان للمناخ بتنظيم من هيئة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة التراث والسياحة، وشركة بيربا.

ويهدف أسبوع عمان للمناخ إلى البحث عن الحلول للتخفيف من آثار تغير المناخي وتطبيقاته في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتوحيد الجهود العالمية لأجل ضمان تحقيق أهداف كبح تغير المناخ، بالإضافة إلى الوصول لـ 6 أهداف رئيسة، تتمثل في تعزيز العمل المناخي، وتسهيل التعاون الإقليمي والدولي، ودفع الأعمال التجارية المحلية والإقليمية والدولية، ودعم تبني الحلول وتوسيع نطاقها، وإظهار التزام سلطنة عمان وتشجيع المشاركة المجتمعية.

المسؤولية البيئية

وقال سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة ـ رئيس اللجنة التوجيهية لأسبوع عمان للمناخ في مستهل حفل الافتتاح: جاء الأسبوع من واقع المسؤولية البيئية التي تستشعرها سلطنة عمان بصفتها أحد الفاعلين الرئيسيين عالميا، في مجال حماية البيئة، وكذلك بصفتها الرئيس الحالي لجمعية الأمم المتحدة للبيئة لعامي 2024 و2025، وللتأكيد على التزام سلطنة عمان بجميع الاتفاقيات والبروتوكولات التي تعنى بالبيئة والتغير المناخي ومنها اتفاقية باريس، ومواكبتها كذلك للقضايا العالمية في تغير المناخ.

وأكد سعادته أن هذا الأسبوع يشهد 20 جلسة حوارية يشارك فيها 100 متحدث، وكذلك 15 حلقة عمل وبرامج تدريبية و22 مدربًا. وتم تخصيص معرض شامل لعرض أحدث الحلول والابتكارات في تكنولوجيا وتقنيات العمل البيئي والمناخي

الاحتباس الحراري

وأشار سعادته إلى إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أكدت على أن عام 2024 كان الأكثر احترارًا على الإطلاق، فقد ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مما يجعل العقد الماضي "2015 ـ 2024" الأكثر حرارة في التاريخ المسجل لدرجة الحرارة العالمية، كما وضحت أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (NASA) أن متوسط مستوى سطح البحر العالمي الذي ارتفع عام 1993 بمعدل 10 سنتيمترات مقارنة بما كان عليه عام 1993 خلال 90 عاما، قد أرتفع في عام 2023 بمقدار أكثر من 10 سنتيمترات مقارنة بما كان عليه عام 1993 وخلال 20 عاما، وهذه إشارة واضحة على التسارع الحادث في مجريات التغير المناخي، الناجمة عن الذوبان المستمر للكتل الجليدية وكذلك نتيجة للتمدد في الجسم المائي للمحيطات بفعل الاحترار.. مشيرًا إلى أن هذه التغيرات والفروقات في درجة الحرارة ومنسوب سطح البحر لهي نتيجة طبيعية للتراكم المستمر لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي والتي بلغت نسبًا عالية ومتسارعة خلال العقود الماضية حيث أشار التقرير الذي أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز قد ارتفعت بنسب 151% و265% و125% على التوالي مقارنة بمستويات هذه الغازات في عصر ما قبل الثورة الصناعية.. كما أكد التقرير أن هذه الارتفاعات قد أصبحت متسارعة خاصة في العقود الأخيرة وكذلك مصارف الكربون لم تعد بالفعالية الكفؤة نظرا للتأثير المستمر للأنشطة البشرية وكذلك بسبب ظاهرة النينيو واحتراق الغابات.

القمم البيئية

وأضاف سعادته: إن أسبوع عمان للمناخ يأتي لمناقشة الحصاد الذي خرجت به القمم البيئية الثلاث التي عقدت في الربع الأخير من العام المنصرم ـ قمة التنوع الأحيائي في كالي وقمة التصحر في الرياض وقمة المناخ في باكو ـ والتي تعد محطات فارقة تبحث سبل إنقاذ الكوكب وتنوعه الحيوي وتمكين الدول من الوفاء بمتطلبات الاتفاقيات البيئية الثلاثة المعلنة في قمة الأرض عام 1992 بـ"ريو دي جانيرو" بالبرازيل، وذلك من خلال البحث العلمي والنقاش المهني والمسؤول واستعراض التقنيات وبناء القدرات ونقل التجارب وسبل توفير التمويل الكافي والمستدام ونقل الاقتصاديات نحو الاخضرار.

مشاركة أممية

وشهد حفل افتتاح أسبوع عمان للمناخ تقديم كلمة ألقاها سعادة مختار بيبايف رئيس مؤتمر الأطراف، وزير البيئة والموارد الطبيعية بجمهورية أذربيجان، وكلمة مسجلة لمعالي جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وكلمة لمعالي سعيد بن محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، وكلمة مسجلة لمعالي أمينة محمد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وكلمة الشريك الاستراتيجي سعادة سامي ديماسي المدير والممثل الإقليمي المكتب الإقليمي لغرب آسيا ببرنامج الأمم المتحدة، وكلمة مسجلة لمعالي أستريد شوميكر الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي، عقب ذلك تم تدشين العملات التذكارية الخاصة بمفردات البيئة العمانية من قبل البنك المركزي العماني، ثم استكمل برنامج الحفل بعرض كلمة رئيسية لصوفي هاو مفوضة الأجيال القادمة في ويلز، تلاها تقديم عرض لأوبريت طلابي من تقديم طلبة مدارس المتحدة الدولية، وفي الأخير قام راعي المناسبة برفقة الضيوف المشاركين في افتتاح المعرض الذي ينظم بمناسبة أسبوع عمان للمناخ.

فعاليات متنوعة

يشهد أسبوع عمان للمناخ سلسلة من الفعاليات أهمها المعرض العالمي الشامل لأحدث الابتكارات في تكنولوجيا المناخ والبيئة، ويتضمن الأسبوع كذلك مؤتمرا استراتيجيا رفيع المستوى يجمع بين خبراء عالميين وصناع سياسات وقرارات وقادة تناقش خلاله التحديات المناخية واستكشاف الحلول، مثل موضوعات التحفيف من آثار التغير المناخي، والتكيف مع التغيرات المناخية، وتمويل المناخ، وأسواق الكربون، والمادة 6 من اتفاق باريس، وتقنيات المناخ، والخسائر والأضرار، والاندماج الاجتماعي، بالإضافة لوجود منصة تفاعلية للأبحاث العلمية المتطورة والتقدم التكنولوجي من تقديم مجموعة متنوعة من المتحدثين من العلماء والطلبة وقادة المجتمع، فضلاً عن إقامة حلقات عمل مختلفة ومركز للتواصل وزيارات ميدانية للمشاريع والممارسات المستدامة في سلطنة عمان.

ويركز أسبوع عمان للمناخ على الدور الحيوي للمرأة في المناخ والقيادات النسائية في هذا المجال من خلال فعالية "المرأة لمستقبل طاقه مستدامه" لإلهام النساء للمشاركة في العمل المناخي من أجل مستقبل مستدام، وتنظيم مسابقات طلابية مبتكرة وعرض أفكارهم لجمهور أوسع، فضلا عن عمل أنشطة مجتمعية لتعزيز الممارسات البيئية والمناخية المستدامة، وكلها مخططة حول الموضوعات الرئيسية للتخفيف من آثار المناخ والتكيف مع المناخ وتمويل المناخ وأسواق الكربون وتقنيات المناخ والخسائر والأضرار والإدماج الاجتماعي.

ومن بين المنظمات المشاركة في أسبوع عمان للمناخ، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، والمركز الوطني لإدارة النفايات بالمملكة العربية السعودية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، والصندوق الأخضر للمناخ، وشراكات المساهمات المحددة وطنيًا، والبنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، وعدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية وشركات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والأفراد. كما يشارك في المؤتمر عدد من المسؤولين والخبراء والعلماء والباحثين المهتمين بقضايا البيئة من مختلف دول العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق