وبعد العودة التاريخية لترمب باعتباره ثاني رئيس أمريكي يفوز بولايتين غير متتاليتين، فإن السيطرة على مجلس الشيوخ، في رأي مراقبين سياسيين، سوف تمنحه حرية كبيره في تطبيق برنامجه وتعيين قضاة جدد في المحكمة الأمريكية العليا النافذة جدا، ومن هنا يتكشف حجم السلطات الضخمة التي ستكون بيد «الرئيس المنتخب» خلال فترة ولايته الثانية، وأصبح العالم والمنطقة على موعد مع 4 سنوات أخرى من الإثارة.
ويضع هذا السيناريو الولايات المتحدة أمام مشهد سياسي، لا نبالغ إذا قلنا أنه
«استثنائي»، إذ بات الرئيس المنتخب«مهيمنا» تقريبا على كل السلطات في البلاد، الأمر الذي يمنحه القدرة على اتخاذ ما يراه من قرارات وسياسات، من دون عرقلة أو تعطيل من أعضاء الكونغرس.
وربما اللافت في النتائج المثيرة أيضا، أن ترمب نجح في الإطاحة بفرص سيدتين في أن تكون أي منهما أول امرأة تقود قوة عظمى في العالم، وهما هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، وكامالا هاريس في عام 2024، رغم أن الأولى تفوقت عليه في التصويت الشعبي بنحو 3 ملايين صوت، فيما الثانية منحتها استطلاعات الرأي الأمل الكبير في الفوز، إلا أن المجتمع الأمريكي بدا مع هاتين التجربتين أنه ليس مهيئا بعد لانتخاب امرأة رئيسا للبلاد المنقسمة على نفسها.
ويعتقد محللون أن هاريس دفعت ثمنا باهظا لأخطاء الإدارة الديمقراطية، خصوصا أن الرئيس جو بايدن أعلن تنحيه في وقت متأخر من السباق الرئاسي، فضلا عن الموقف من حرب إسرائيل على غزة والتي قوبلت بانتقادات داخلية حادة، وهو ما ظهر واضحا في التصويت العقابي من جانب العرب والمسلمين في ولاية ميتشيغان ضد هاريس، وهي الولاية التي يفترض أنها ديمقراطية وفاز بها بايدن في انتخابات 2020، لكن فوز ترمب بها مهد السبيل أمامه لتحقيق نصر كبير في العودة مجددا إلى البيت الأبيض.
0 تعليق