ليبيا – أكد الخبير الاقتصادي إدريس الشريف أن ليبيا تمتلك احتياطات كبيرة من النفط والعملات الأجنبية، إلا أن عدم جباية وتحويل الإيرادات السيادية إلى حسابات وزارة المالية بالمصرف المركزي يشكل خطرًا على قدرة الحكومة في الوفاء بالتزاماتها المالية، وعلى رأسها رواتب العاملين في الدولة.
وفي تصريحات خاصة لشبكة “لام“، أوضح الشريف أن إيرادات النفط بالدولار تُحول عادةً من حساب المؤسسة الوطنية للنفط بالمصرف الخارجي إلى حسابات وزارة المالية بالمصرف المركزي. يقوم الأخير بشراء تلك الإيرادات ويودع قيمتها المكافئة بالعملة المحلية في حسابات وزارة المالية، التي تستخدمها لتغطية الرواتب والنفقات الحكومية.
تأثيرات خطيرة على المالية العامة:
وأشار الشريف إلى أن عدم تحويل إيرادات النفط إلى المصرف المركزي سيمنعه من توفير الأموال اللازمة لوزارة المالية، مما سيجبر المصرف على منحها قروضًا لتغطية الرواتب والنفقات. وأضاف: “إذا استمر هذا الوضع، سيؤدي إلى تراكم الدين العام على الحكومة، وسيجبر المصرف المركزي على السحب من الاحتياطي لتغطية الاحتياجات من العملة الأجنبية”.
تداعيات اقتصادية أوسع:
وأكد الشريف أن غياب تحويل إيرادات النفط سيؤدي إلى نقص العملة المحلية في الخزانة العامة، مما يضطر الحكومة إلى الاعتماد على القروض من المصرف المركزي لتغطية التزاماتها المالية. كما نبه إلى أن المصرف المركزي لن يكون قادرًا على توفير دولارات لتمويل الاعتمادات والتحويلات للأغراض التجارية والشخصية، مما يهدد باستنزاف الاحتياطي وزيادة الدين العام.
وختم الشريف حديثه بالقول: “استمرار هذه الحالة يهدد الاستقرار المالي للدولة، ويؤدي إلى أزمات اقتصادية متفاقمة تؤثر على كافة القطاعات”.
0 تعليق