شغب ودموع في «ديربي ميرسيسايد».. سكان ليفربول شعروا بزلزال بعد هدف الدقيقة 90+8 - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

«كان الأمر أشبه بزلزال»، هكذا قالت الصحف الإنجليزية عن هدف إيفرتون الذي سجله في الدقيقة 90+8 في شباك غريمه وابن مدينته ليفربول ليهدي التعادل لـ«الزرق» 2-2 في أمسية تاريخية في ملعب «غوديسون بارك» الذي كان يشهد آخر مباراة من «ديربي ميرسيسايد»، قبل انتقال أصحاب الأرض من ملعبهم التاريخي إلى ملعب آخر.
وخرج المتابعون بانطباع بأن الدوري الإنجليزي شهد في أمسية الأربعاء أكثر مباريات هذا الموسم إثارة، بالنظر إلى «سيناريو» المباراة، والجنون الجماهيري الذي حصل في ملعب «غوديسون بارك» بعد الهدف القاتل، ونقلت الصحف الإنجليزية عن سكان مدينة ليفربول أنهم شعروا بما يشبه الزلزال بسبب ضجيج الدقيقة 90+8.
ولم يكن لاعبو إيفرتون ليرضوا أبداً بأن يخسروا في آخر «ديربي» في ملعبهم التاريخي، لذلك لعبوا بقلبهم وروحهم كما قال المدرب ديفيد مويز.

ليفربول من رحم إيفرتون


رغم أن ليفربول هو النادي الأكثر ألقاباً في المدينة، لكن إيفرتون هو النادي الأقدم، بل إن «الريدز» خرج من رحم«التوفيز»، وهو لقب الفريق الأزرق وتعني قطعة الحلوى.
ملعب «غوديسون بارك» الملقب بـ«السيدة العجوز العظيمة»، كونه من أقدم الملاعب الإنجليزية، هو موطن إيفرتون منذ 24 أغسطس 1892، حيث شهدت المباراة الأولى فوزه على بولتون واندررز 4-2، والمثير أن إيفرتون كان يلعب سابقاً في ملعب أنفيلد رود (معقل ليفربول الحالي) قبل المغادرة إلى غوديسون بارك، بسبب نزاع على الإيجار مع جون هولدينج، الذي قرر تأسيس فريق آخر أطلق عليه اسم نادي ليفربول لكرة القدم لملء مدرجات ملعبه بدلاً من جمهور إيفرتون، ومنذ ذلك ولد «ديربي ميرسيسايد» وكانت المباراة الأولى بين الفريقين في 13 أكتوبر 1894، وعلى مدى أكثر من 130 عاماً كان صاخباً من الناحية الجماهيرية و«درامياً» دائماً.
كانت الدراما حاضرة أيضاً في لقاء الأربعاء، وتحدثت شبكة «بي بي سي» أن «ديربي ميرسيسايد الأخير الذي يقام في موطنه الأم قدم الفصل الدرامي الأخير الذي يستحقه قبل أن تُغلق أبوابه».
وشملت المشاهد الدرامية هدف التعادل لإيفرتون في الدقيقة 98 من قبل جيمس تاركوفسكي، والذي لم يتم احتسابه إلا بعد حبس الملعب أنفاسه لعدة دقائق عندما راجع حكم الفيديو المساعد لقطة الهدف ليتبين إذا كان هناك أي تسلل أو مخالفة، وعندما تم احتسابه تحول الملعب إلى صراخ وبكاء وأصوات مرعبة، ونزل قسم من الجمهور إلى الملعب للاحتفال.
ولم يخالف «ديربي» مدينة ليفربول تقاليده، فمنذ بداية البريميرليغ في 1992، كان عدد اللاعبين الذين طُرِدوا من الفريقين أكثر من أي ديربي آخر في إنجلترا، وتم الإشارة إليه بـ«المباراة الأكثر سوء انضباط في البريميرليغ»، وهو ما حصل بالفعل في مباراة الأربعاء مع رفع البطاقة الحمراء 4 مرات، ونزول المشجعين إلى أرض الملعب.
وكان ديفيد مويز مدرب إيفرتون محقاً عندما قال «كانت المباراة كلها فوضى، كان المكان حاراً للغاية طوال الوقت، كانت الأجواء لا تصدق».
وقالت بي بي سي عن المشهد الخيالي: «غوديسون بارك قد يكون صاخباً في بعض المباريات الموسمية، ولكن في الليالي النارية، وعندما يكون ليفربول منافساً، فإنه يهتز حرفياً، أجزاء منه تهتز حقاً، مع دعم لا مثيل له للفريق الأزرق وعداوة صريحة لا مثيل لها في أماكن قليلة أخرى في كرة القدم العالمية».
وتابعت: «لم يكن غوديسون بارك ليختفي بهدوء أبداً، لكن في الديربي الأخير كان مملوءاً بالعاطفة والشغف وكل المشاهد الجامحة لعدم الانضباط، حيث إن الملعب الذي صممه المهندس المعماري الاسكتلندي الشهير أرشيبالد ليتش يتمتع بقلب وروح لا يستطيع أي مهندس معماري آخر تصميمها.

احتفال النصر


وقالت صحيفة «فور فور تو» إن «جمهور إيفرتون احتفل بالهدف كما لو كان يحتفل بحصوله على بطولة، حيث تفتقد خزائنه الكؤوس منذ 30 عاماً، وهو ما جعل جمهور ليفربول سعيداً بتذكيرهم به عبر لافتة كتب عليها: «على الأقل خزانة فارغة يسهل نقلها»، في إشارة إلى خزانة البطولات في ملعب غوديسون بارك».

إثارة كبيرة


بالعودة إلى المباراة، وسع ليفربول رغم تعادله الفارق إلى سبع نقاط في صدارة جدول الدوري مع أرسنال صاحب المركز الثاني بعد خوض المباراة المؤجلة، في حين يحتل إيفرتون المركز 15 مبتعداً عن منطقة الهبوط بفارق عشر نقاط.
وبعد 131 عاماً من مباريات القمة في غوديسون بارك، ستكون الحصيلة النهائية هي 41 فوزاً لكل فريق و38 تعادلاً.
وبدا ليفربول في طريقه للفوز، لكن تاركوفسكي سجل في الدقيقة الثامنة من الوقت بدل الضائع بتسديدة في الزاوية العليا. وسادت حالة من الفوضى، إذ اقتحمت بعض الجماهير أرض الملعب قبل مراجعة طويلة من حكم الفيديو المساعد أكد فيها صحة الهدف.
وأثارت صفارة النهاية مشاجرة بين لاعبي الفريقين، إذ حصل عبدولاي دوكوري لاعب إيفرتون وكيرتس جونز لاعب ليفربول على البطاقة الحمراء بعد غضب جونز من احتفال دوكوري أمام مدرجات ليفربول، كما حصل سلوت مدرب ليفربول ومساعده على البطاقة الحمراء أيضاً.
وأشعل بيتو، لاعب إيفرتون، حماس جماهيره بهدف في الدقيقة 11، بعدما انطلق بذكاء ليستقبل ركلة حرة نفذها جاريد برانثويت وأسكنها في شباك الحارس أليسون.
ولم تستمر الاحتفالات سوى خمس دقائق عندما أدرك أليكسيس ماك أليستر التعادل، بعد انطلاقة مثالية ليقابل تمريرة محمد صلاح العرضية ليضع الكرة بضربة رأس في الزاوية المنخفضة.
وحصل الفريقان على فرص في مباراة اتسمت بالفوضى، وأحرز صلاح، هداف البطولة، هدف التقدم في الدقيقة 73 على عكس سير اللعب ليصل إلى هدفه رقم 22 هذا الموسم، بعدما فشل دفاع إيفرتون في إبعاد تسديدة جونز التي اصطدمت برأس برانثويت ووصلت تجاه قائد مصر الذي وضعها في الشباك.

ليلة مذهلة


كان هدف التعادل الذي سجله تاركوفسكي بمثابة عودة رائعة له، بعد أن تسبب في هدفين خلال الخسارة أمام بورنموث في كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت.
وقال تاركوفسكي مبتسماً: التسجيل شعور مذهل ويا لها من ليلة مذهلة. رأيت الكرة تبتعد عن المرمى وفكرت أنها الدقيقة الأخيرة، فلمَ لا (أسدد)؟
وكان من المقرر أن تقام مباراة القمة الأخيرة قبل انتقال إيفرتون إلى ملعبه الجديد، في بداية موسم 2025-2026، في ديسمبر/كانون الأول، ولكن تم تأجيلها بسبب العاصفة. وإقامتها مساء اليوم الأربعاء جعلها المباراة الأخيرة التي تقام تحت الأضواء الكاشفة في ملعب جوديسون بارك.

أخبار ذات صلة

0 تعليق