الطيبون لا يرحلون - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما يرحل الطيبون ويغادرون دنيانا يتركون لنا الأثر الطيب وأصداء الأفعال الجميلة وظلال الآثار النبيلة، فندرك لاحقاً قيمة تلك السيرة العطرة، التي تأتي مِن ألسنة مَن عاشرهم وجالسهم، ومواقف من احتك بهم ورافقهم، وأهمية عظيم تلك الأعمال التي تركوها، والأماكن التي رسموا معالمها وصاغوا مفرداتها لتبقى خالدة ومنقوشة في القلوب، يملؤون به الفراغ، ويسدون به شعور الاحتياج الذي قد يحدث من بعد فراقهم ووداعهم.
غيّب الموت إحدى الركائز الملهمة والأعمدة المهمة في تاريخ الرياضة الإماراتية، عبدالله صقر، من حفر اسمه في سمائها، منذ أن كان لاعباً ومدرباً ثم أكاديمياً، ولم يقف مشواره بعد اعتزاله التدريب، بل إنه استثمر خبراته، في إنشاء أكاديميته الخاصة الرياضية، لتخريج وتغذية الأندية بالمواهب، في المجال الذي عرفة وعشقه، ليلهم ويحفز الأجيال الجديدة، ويصقل مهاراتهم ويدعم قدراتهم، واستثمار الاتفاقيات مع الأكاديميات الأخرى وتأسيس شراكات استراتيجية وبرامج تدريبية تعمل وتسهم في رعاية البراعم والناشئة.
الفقيد الذي كانت له اليد الطولى في مجال كرة القدم، لم تقتصر موهبته في ساحة الملاعب فحسب، بل لديه تجربته الثرية الغنية بين سطور القلم والساحة الأدبية، كان له السبق في ريادة القصص، بالعديد من الأعمال الشعرية والأدبية، حين أصدر مجموعته «الخشبة» في عام 1974، التي تعد أولى المجموعات القصصية، المؤرخة في تاريخ الأدب الإماراتي، والإصدار الشعري الحديث «اغتراب في زمن مسلوب» وكتابه «قطع مظلمة من الليل» تاركاً خلفه إرثاً رياضياً وأدبياً خالداً.
وفجع الشارع الرياضي قبل مدة، بنبأ وفاة اللاعب الرائع الخلوق، ونجم نادي الشباب والمنتخب الوطني السابق «حسن مراد»، وهو الذي أطل قبل فترة على الشاشة الفضية بآخر حديث إعلامي مع أمنياته وأحلامه وتطلعاته، وهو من عاش أبهى فترة زاخرة بعديد البطولات التي تحققت لكتيبة «الجوارح» وعاصر ألمع نجوم التسعينات، تاركاً خلفه سيرة عطرة ومسيرة حافلة بالإنجازات، وعلاقات اجتماعية جميلة ورائعة، بين من يعرفه ومن لا يعرفه، وفي هذا الشهر الفضيل، أدعو لهما بالمغفرة والرحمة والرضوان.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق