دمشق.. نقص حاد في مستلزمات المستشفيات - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد مستشفيا “المجتهد” و”المواساة” بدمشق، منذ عدة أسابيع، نقصًا حادًا بالمستلزمات والمستهلكات الإسعافية ذات الاستخدام اليومي.

ويسبب ذلك العديد من المشكلات اليومية والمشاحنات بين الأهالي والأطباء، ويدفع بالأهالي إلى تأمين أصغر المستهلكات الطبية كالسيرنغات ونواقل السيروم بأنفسهم.

وقال مدير مستشفى “المجتهد”، محمد الحلبوني، لعنب بلدي، إن “الأعداد الكبيرة التي يستقبلها إسعاف المجتهد يوميًا، لا تتناسب مع عدد المستهلكات الموجودة”.

قسم إسعاف مستشفى “المجتهد” وإسعاف مستشفى “المواساة”، يعدان الوجهة الرئيسة لمرضى دمشق وريفها، إضافة إلى بعض المرضى القادمين من المحافظات الشرقية.

وبحسب الحلبوني، فإن معظم المستهلكات، ومنذ سقوط النظام، في 8 من كانون الأول 2024، تعتمد بشكل كبير على المساعدات والجمعيات الخيرية والمبادرات الشخصية.

وتستقبل مستشفى “المجتهد”، بحسب القائمين عليها، ما بين 500 إلى 600 حالة إسعافية في اليوم الواحد ويصل العدد في بعض الأيام إلى 900 حالة.

وتعد الجائحات التنفسية وحوادث السير وحوادث المتفجرات والصواعق والعيارات النارية، إضافة إلى حوادث الحروق وأعراض سحب المخدرات وتشمع الكبد والسكري، أكثر الحالات التي يتم استقبالها يوميًا.

فوضى خلفها سقوط النظام

مع لحظة سقوط النظام في دمشق تسببت الفوضى التي خلفها انهياره السريع وحالات الإصابة بالرصاص الطائش بالكثير من الضغط على المستشفيات.

ومع تزايد أعداد المراجعين، وجد أفراد الكادر الطبي في قسم الإسعاف أنفسهم مجبرين على المفاضلة بين الحالات، ليقرروا استقبال الحالات الأكثر خطورة أولًا ثم بعد ذلك الحالات المتوسطة فالأقل خطورة أخيرًا.

وبحسب الحلبوني، كادت العمليات الباردة تتوقف، لولا الجهود الشخصية وبعض المساهمات من قبل الأهالي والجمعيات الخيرية، ولا تزال تواجه هذا الخطر.

ويرى الحلبوني، أن الكثير من الحالات، سببها الطيش وقلة الوعي، خصوصًا حوادث الدراجات النارية وحوادث الصواعق والمتفجرات.

وناشد مدير المستشفى، عبر عنب بلدي، الأهالي والجهات الحكومية بمراقبة الشباب المراهق، خصوصًا بما يتعلق بموضوع الأسلحة وركوب الدراجات النارية.

لا أحد يدرك حجم الكارثة

يتعرض الأطباء في كل يوم للكثير من المضايقات، وفي بعض الأحيان إلى الشتائم والضرب من قبل مرافقي المرضى، بحسب أكثر من طبيب، بسبب إهمالهم وعدم اهتمامهم بالمرضى، على حد قول الأهالي.

وقالت شام عطايا، الطبيبة في قسم الإسعاف والعنايات، في مستشفى “المجتهد”، لعنب بلدي، إن هناك إهمالًا بسيطًا هذا صحيح، لكن المشكلة لا تتعلق بالكفاءات الطبية، بل بأمور كثيرة خارجة عن السيطرة، فأكثر من نصف الأجهزة متوقف عن العمل والكثير من المستلزمات غير موجودة.

عدد ساعات مناوبات الأطباء، باتت ضعف عدد الساعات التي كانت أيام حكم الأسد، وذلك بسبب الضغط الكبير والنقص الذي طال حتى الكادر، لكن أحدًا لا يقدر ذلك، بحسب الطبيبة.

وأضافت أن أغلب المشاحنات مع مرافقي المرضى تحدث، عندما يطلب منهم إحضار أدوية أو مستلزمات من الخارج، أو عندما يطلب عدم وجود أكثر من مرافق للمريض.

وبحسب عطايا، فإن معظم الكادر الطبي قد استنفد طاقته بسبب التعب والإجهاد.

النقص قديم

زاد انعدام الدعم في عهد النظام السابق، إضافة إلى وجود الكثير من الأجهزة المهترئة أو المتوقفة عن العمل، وعدم وصول الأدوية، من حدة الأزمة.

وقال رئيس فريق الاستجابة السريعة في مستشفى “المواساة الجامعي”، عبد الرحمن آق بيق، لعنب بلدي، إن النقص ليس جديدًا وكان موجودًا منذ أيام النظام السابق، لكنه قد زاد بعد السقوط.

وأوضح آق بيق، أن هذا النقص يعود إلى سوء إدارة مخزون الأدوية والأجهزة الطبية والمواد الأساسية في عهد النظام السابق، وسلسلة طويلة من السرق والنهب على مدى السنوات الماضية.

فريق الاستجابة السريعة

منذ ساعات سقوط النظام الأولى، تأسس “فريق الاستجابة السريعة” على يد مجموعة من الأطباء في مستشفى “المواساة”.

وسيّر الفريق شؤون المستشفى، وأسهم في إدارة مفاصلها طبيًا وإداريًا إلى لحظة حلّ الفريق منذ عدة أيام.

واستفاد أكثر من 21 ألف مريض من مراجعي الإسعاف المركزي ومقبولي الإسعاف الداخلي والجراحي والشعب الطبية، إضافة لمراجعي العيادات الخارجية من خدمات الفريق.

كما قدم الفريق الدعم اللوجستي والمواد الناقصة التي أسهمت باجراء أكثر من 800 عمل جراحي، 300 منها إسعافي، بسبب حالات إطلاق الرصاص العشوائي خلال هذه المدة.

وأسهم الفريق في تأمين مادة المازوت لباصات نقل الأطباء والممرضات إلى المستشفى، وذلك بمساعدة عدد من الأهالي و”الجامعة العربية الدولية” (AIU).

إحدى الغرف الطبية في مشفى المجتهد بدمشق - 12 كانون الثاني 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

إحدى الغرف الطبية في مشفى المجتهد بدمشق – 12 كانون الثاني 2025 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

بحاجة إلى تدخل سريع وحلول

رغم المساعي المستمرة والجهود الحثيثة، فإن أغلب التقارير الرسمية تتوقع أن الملف الصحي لن يتعافى قريبًا.

وتشير الأرقام إلى أن الأمر، خصوصًا بما يتعلق بقسم الإطعام، بحاجة إلى أكثر من مبادرات شخصية وجمعيات.

ولذلك تواصلت إدارة مستشفيي “المجتهد” و”المواساة” مع الجهات المعنية لتأمين عودة التوريد الحكومي عبر الطرق النظامية.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق