عقدت منظمات طبية وأطباء وعاملون في القطاع الصحي مؤتمرًا للشراكات الطبية بين ألمانيا وسوريا، تحت عنوان “معًا من أجل سوريا: الشراكات الطبية لتحسين الرعاية الصحية”.
وبدأت أعمال المؤتمر، في 12 من شباط في برلين، بهدف تعزيز التعاون بين المستشفيات الألمانية والمنشآت الصحية السورية، من أجل دعم النظام الصحي في سوريا الذي تضرر جراء سنوات الحرب.
وأعلن خلاله عن تقديم منحة لدعم المجالات الصحية في سوريا بمبلغ إجمالي يبلغ 15 مليون يورو عن طريق دعم عدد من المشاريع الصغيرة في القطاع الصحي في الداخل السوري.
وتتراوح المنح المقدمة للمشروع الواحد بين 50 ألفًا و250 ألف يورو، ومدة تنفيذ كل مشروع سنتان، مع قابلية للتمديد.
وسيتم اقتراح هذه المشاريع وتنظيمها من قبل الجمعيات الطبية السورية في ألمانيا.
حضور طبي سوري
شاركت جمعية “الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا” (SyGAAD)، وضم الفريق المشارك من الجمعية، حوالي 30 شخصًا من الكوادر الطبية، بحسب ما قاله الطبيب محمد عصام زباد، في حديث لعنب بلدي، وهو عضو في مجلس إدارة الجمعية.
وأضاف زباد أن الجمعية أعدّت من خلال ورشاتها المختلفة الموجهة لسوريا عددًا من الأفكار الأولية والمشاريع لدعم القطاع الصحي السوري، حملها الأعضاء إلى هذا الاجتماع وتبادلوا الاقتراحات والملاحظات مع الحاضرين.
وقال زباد إن لهذه الشراكات تأثير مزدوج، من ناحية تحسين الخدمات الطبية في سوريا، بالإضافة لنقل المعرفة وتعزيز التعاون بين الأطباء والصيادلة السوريين والألمان.
وتأسست “جمعية الأطباء والصيادلة السوريين في ألمانيا“، في عام 2020، وتعد من أكبر الجمعيات الطبية السورية في أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، نظرًا لكثافة الجالية السورية فيها مقارنة ببقية الدول الأوروبية.
ما الهدف من المؤتمر
وعن أهمية المؤتمر، أشار زباد إلى أن ثلث المستشفيات السورية خارج الخدمة، وأكثر من نصف الكوادر الطبية غادرت البلاد.
وتنطلق هذه المبادرات، بعدما تواصل العديد من الأطباء السوريين المقيمين في ألمانيا، والذين يقدر عددهم بحوالي ستة آلاف طبيب، مع وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، من أجل المشاركة في جهود إعادة تأهيل النظام الصحي في سوريا.
ويهدف المؤتمر إلى توفير منصة للتواصل وتنسيق الجهود بين المختصين في مجالات مختلفة، من الطب العام إلى جراحة العظام، وطب الطوارئ، وأمراض النساء، وجراحة الصدمات.
بالإضافة إلى إطلاق شراكات عملية تشمل تدريب الكوادر الطبية، وزيارات ميدانية، وتزويد المستشفيات بالمعدات والأدوية، بحسب بيان لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية.
محاور المؤتمر
وتناول المؤتمر العديد من المحاور، بحسب الطبيب محمد عصام زباد، منها بناء شبكة علاقات بين الأطباء والخبراء الصحيين الألمان والسوريين لتمكين شراكات مستقبلية بين المستشفيات، وإرشادات حول كيفية تقديم طلبات للحصول على دعم مشاريع التعاون الطبي.
بالإضافة، لمناقشة التحديات والحلول، عن كيفية كيف نقل المعرفة الطبية بالكفاءة المطلوبة، بما يتماشى مع الاحتياجات العاجلة للنظام الصحي في سوريا.
وقال إن الجمعية بدأت بتنسيق ورشات أكاديمية من الناحية التعليمية، بين طلاب الطب السوريين في الجامعات السورية والجامعات الألمانية.
وأضاف، أنه قريبًا سيتم تنفيذ ورشات عمل أكاديمية، بالتنسيق مع الجامعات السورية ومكتب الجمعية في دمشق، بالإضافة للتعاون الطبي بين الأطباء السوريين في سوريا و ألمانيا.
شراكات سورية- ألمانية
شاركت أيضًا العديد من الجمعيات الطبية والإغاثية الألمانية والسورية، وحضر المؤتمر 300 شخص، من الأطباء والممثلين عن المستشفيات، لمناقشة كيفية تقديم الدعم للنظام في سوريا.
وتأتي هذه المبادرة في إطار توسيع “برنامج الشراكات الطبية” التابع لـ”وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية” (BMZ)، والذي تنفذه “الوكالة الألمانية للتعاون الدولي” (GIZ).
وتتيح هذه الشراكات للكوادر الطبية السورية المقيمة في ألمانيا فرصة المساهمة في إعادة بناء القطاع الصحي في وطنهم الأم، وفقًا لـ”GIZ“.
كما أن “GIZ” تدعم الخدمات الصحية في سوريا منذ عام 2017، من خلال شراكات مع منظمات طبية، مثل “اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية (UOSSM)”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.
حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.
0 تعليق