- ستيفن: بيت ديكسون ليس مجرد بيت بل رمز للتاريخ والثقافة والعلاقات الإنسانية العميقة
- الكويت جزء من حديث العائلة وتاريخها ونشكرها على إبقاء ذكرى جديّ حية
- جدتي أحبّت البلد وكانت تجيد اللهجة الكويتية حتى أطلق عليها «أم سعود»
- بيني: البيت أكثر من مجرد جدران إنه يحمل روح العائلة وذكريات جدنا وجدتنا
- ريتشارد: استعدنا القصص التي كانت ترويها لنا أمي عن طفولتها هنا
- إليزابيث: نشأنا على سماع القصص الشيقة عن هذا المنزل والمعيشة في الكويت
في زيارة مفعمة بالحنين والتاريخ، استضافت مكتبة الكويت الوطنية، بيني وشقيقها ستيفن فريث، مع ابنيه إلزابيث وريتشارد، أحفاد المقدم الراحل هارولد ديكسون، الذي كان الوكيل السياسي البريطاني في الكويت خلال فترتين حافلتين من تاريخ البلاد، الأولى بين 1929 و1936م، والثانية من مايو إلى أغسطس 1941، وزوجته الشهيرة فيوليت ديكسون، التي عُرفت شعبياً بـ«أم سعود».
وخلال هذه الزيارة، اصطحب ستيفن ابنه وابنته إلى بيت ديكسون، أحد أبرز المعالم التراثية في الكويت، ليُعرّفهما على إرث الجد الكبير وحياة العائلة في ذلك الزمان، بمرافقة جريدة «الراي» التي حاورت أحفاد ديكسون، فأكدوا أن زيارتهم لبيت ديكسون ليست مجرد رحلة عائلية، بل إحياء لذكرى رجل وامرأة تركا بصمات لا تُمحى في تاريخ الكويت، موضحين أن بيت ديكسون لم يعد مجرد بيت، بل رمز للتاريخ، الثقافة، والعلاقات الإنسانية العميقة. فكان هذا الحوار:
منذ ساعة
منذ ساعة
عودة
• ما الذي دفعكم للعودة إلى الكويت مع أبنائكم؟
- ستيفن: كانت الكويت دائماً جزءاً من حديث العائلة وتاريخها، نحن أحفاد هارولد ديكسون، نحمل عبق هذا الماضي في ذاكرتنا، لكننا أردنا أن نُري أبناءنا هذه العلاقة التاريخية بأنفسهم، وزيارة بيت ديكسون كانت لحظة محورية، إذ إنها المكان الذي عاش فيه جدي وجدتي، والمكان الذي شهد ولادة علاقات مميزة بينهما وبين أهل الكويت.
وقد حضرت للكويت في عام 1953م لزيارة جدتي أم سعود لأول مرة، وبقيت معها لمدة سنة، وبعدها زرتها لمدة شهر في عام 1970م مع أمي زهرة، وهذه هي زيارتي الثانية مع عائلتي للكويت خلال السنوات الأربع الماضية.
- بيني: هذا البيت هو أكثر من مجرد جدران، إنه يحمل روح العائلة وذكريات جدنا وجدتنا، بالإضافة إلى تفاصيل الحياة اليومية التي عاشاها في مجتمع مليء بالكرم والبساطة. أردنا أن نربط الأجيال الجديدة من العائلة بهذه القصة الجميلة.
مشاعر
• كيف كانت مشاعركم عند دخول بيت ديكسون؟
- ستيفن: كان شعوراً لا يوصف، فعند دخولنا البيت، شعرنا وكأننا نُعيد إحياء جزء من الماضي. أثاث المنزل، الصور القديمة، وحتى الروائح، كلها تروي قصة حقبة لم نعشها ولكنها حاضرة في ذاكرتنا الجماعية، فجدتي عاشت هنا لأنها أحبت الكويت، وكانت تجيد التحدث باللهجة الكويتية، حتى أُطلق عليها «أم سعود»، وأرى أن الشعب الكويتي لا يزال يتذكر جدتي، وأنا سعيد برؤية المنزل الذي تحول إلى مزار محمي
- بيني: عندما وقفت في المكان الذي اعتادت جدتي أن تجلس فيه، شعرت، وكأنها ما زالت هنا. ولم أكن قد زرت الكويت من قبل، ولكنني الآن أفهم لماذا أحبَّ جدّانا هذا المكان وأهله.
• ما الذي تتذكره عندما تأتي
إلى هنا؟
- ستيفن: كنت أذهب مع جدتي إلى الشاطئ. فقد كانت علاقاتها ممتازة مع جميع الصيادين هناك، وكنت حينها مراهقاً أعشق المأكولات البحرية، فطلبت من الطباخ لدينا أن يطبخ لي الروبيان، فتم ذلك وبعدها بيومين سألوني ماذا تريد للعشاء فقلت روبيان، فقالت لي جدتي إن الطباخ محمد علي قال إنه في حال طلبتم منه إعداد الروبيان مرة أخرى فسيستقيل، كونه يستغرق عملها 4 ساعات، وكانت جدتي تحدثني دائماً عن الكويت قبل اكتشاف النفط.
حياة استثنائية
• كيف كانت حياة جدكم وجدتكم في الكويت، وفقاً لما تعرفونه؟
- ستيفن: بحسب ما سمعناه من أفراد العائلة، ومن خلال المذكرات التي تركها جدي، كانت حياتهما مليئة بالمغامرات والتحديات. جدي كان لديه احترام كبير للكويتيين وثقافتهم، وقد حاول دائماً بناء علاقات متينة معهم. أما جدتي، فكانت شخصية محبوبة جداً بين أهل الكويت. لقد تعلمت العربية وأصبحت قريبة جداً من النساء الكويتيات، مما أكسبها لقب «أم سعود».
- بيني: جدتي كانت شخصية استثنائية، امرأة غربية تعيش في الكويت وتتكيف مع أسلوب الحياة هنا، كان لديها شغف كبير لفهم الثقافة المحلية، وهو ما جعلها تحظى بمكانة خاصة في قلوب الكويتيين.
• كيف كانت ردة فعل أبنائكم أثناء زيارتهم للكويت؟
- ستيفن: لقد أذهلهم الدفء والكرم اللذان قابلنا بهما الكويتيون في كل مكان. كانوا متحمسين لاستكشاف التاريخ والتعرف على قصص جدهم الكبير، كان من المهم جداً لهم أن يعرفوا كيف عاش أجدادهم، وكيف ساهموا في تقوية الروابط بين بريطانيا والكويت.
- ريتشارد: من الجميل جداً رؤية كيف كانت جدتي وأمي تعيشان هنا، فنحن نسترجع القصص التي كانت ترويها لنا أمي عن طفولتها هنا، وكم كانت فخورة بعلاقاتها مع الكويت، فأتينا لهذا المنزل لنستشعر عبق الماضي الجميل، ورؤية الصور الجميلة القديمة على جدران المنزل.
- إلزابيث: نشأنا على سماع القصص الشيقة عن هذا المنزل والمعيشة في الكويت، وكذلك عن تلك السيارة الموجودة في البيت. فقد سمعنا الكثير من القصص حولها، حيث كانت الوحيدة بالكويت بسقف أبيض ولونها أسود، وكيف كانت تقودها جدتنا أم سعود بين مناطق الكويت.
رسالة الأحفاد:
المحافظة على الذكريات
وجه ستيفن فريث رسالة للكويت بأهمية الحفاظ على التراث وتعزيز العلاقات التاريخية بين الشعوب، «فجدنا وجدتنا كانا مثالاً حياً على التفاهم الثقافي، ونحن نريد أن نستمر في نقل هذه الروح إلى الأجيال القادمة».
وقالت أخته بيني «نريد أن نشكر أهل الكويت على إبقاء ذكرى جدي وجدتي حية في قلوبهم. وهذه الزيارة أكدت لنا أن الروابط الإنسانية دائماً ما تكون أقوى من الزمن، وأن الذكريات يمكن أن تكون جسراً للمستقبل».
بطاقة شكر
تتقدم «الراي» بالشكر الكبير للباحث في الشؤون البريطانية عيسى عبدالرسول دشتي على التنسيق والتسهيل لإجراء هذا اللقاء.
0 تعليق