أهالي رأس العين يواجهون عجزًا في تأمين مواد التدفئة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عنب بلدي – رأس العين

منذ أكثر من شهر، يبحث الخمسيني فايز المالكي عن مواد لتدفئة عائلته المؤلفة من ستة أطفال في مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، بما يتناسب مع وضعه المالي، خصوصًا أنه يعيش على راتبه التقاعدي البالغ 320 ألف ليرة سورية (21.5 دولار أمريكي).

رغم محاولاته المتكررة، لم يجد فايز ضالته حتى الآن، فأسعار المازوت والحطب مرتفعة، لذلك اضطر للعودة إلى قريته حميد شرقي رأس العين، من أجل جمع بقايا الحطب من أرض أخيه التي كانت مزروعة بالقطن.

مع دخول فصل الشتاء، يواجه كثيرون من سكان مدينة رأس العين البالغ عددهم 115 ألف نسمة صعوبة في التحضير لموسم البرد، إذ شهدت أسعار المحروقات وحطب التدفئة ارتفاعًا هذا العام، ما دفع بعضهم إلى اللجوء لوسائل بديلة مثل البلاستيك (النايلون) والكرتون.

لا تتناسب مع الدخل

رصدت عنب بلدي أسعار مواد التدفئة في رأس العين، حيث وصل سعر برميل المازوت (220 ليترًا) إلى 2.5 مليون ليرة سورية، وبلغ سعر طن الحطب أربعة ملايين ليرة، في حين وصل سعر كيس الفحم (25 كيلوغرامًا) إلى 50 ألف ليرة، وسعر الطن من قشور الفستق إلى 2.5 مليون ليرة.

وتعتبر أسعار المواد مرتفعة مقارنة بالوضع الاقتصادي، وتتراوح أجور العمال يوميًا بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (6.5 دولار).

ويلجأ عدد من الأهالي إلى قطع الأشجار الخاصة بمنازلهم أو الأشجار العامة للحصول على الحطب، في حين يقف عناصر من الفصائل المسلحة التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” خلف معظم عمليات الاحتطاب، حتى باتت ظاهرة منتشرة رغم وجود قوانين من جهات محلية بمنعها.

بدائل غير صحية

تجول فريدة الأحمد (42 عامًا) مع طفليها في شوارع رأس العين من أجل جمع بقايا “النايلون” والكرتون، لإشعالها خلال الليل وتأمين تدفئة للمنزل، وفق حديثها لعنب بلدي.

لجأت فريدة، وهي مهجرة من حماة، إلى معارفها وأقربائها لاستدانة المال لشراء برميل مازوت، لكن لم تستطع تأمين أي مبلغ، لذلك اضطررت للاعتماد على بقايا المواد البلاستيكية، رغم إصابة طفليها الاثنين بالتهابات في الصدر والقصبات بسبب الروائح المنبعثة من “النايلون”.

أما الشاب مجد السعدون فقال إنه اضطر لشراء المازوت بكميات قليلة تتراوح بين 50 و60 ليترًا، حيث لا يكفي المبلغ الذي يملكه لأكثر من شهر ونصف، لافتًا إلى أنه في حال نفاد الكمية، سيلجأ إلى إشعال بقايا الثياب والأحذية التالفة الموجودة في المنزل لتوفير التدفئة.

ويعمل مجد (32 عامًا) في بلدية رأس العين، براتب يقارب مليون ليرة سورية، وبالكاد يسد أدنى احتياجاته، ولا يكفي لشراء كميات كافية من المازوت.

لا منافذ سوى تركيا

تقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني”، وتحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

كمال فريد، تاجر لمواد التدفئة في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن أسعار مواد التدفئة تزداد سنويًا، حيث كان سعر برميل المازوت (220 ليترًا) العام الماضي يتراوح بين 1.5 مليون ليرة سورية و2.2 مليون ليرة.

وأضاف أن “قسد” تمنع دخول المحروقات إلى رأس العين، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في المدينة، ووصول سعر البرميل إلى حوالي 2.5 مليون ليرة سورية.

وذكر أن سعر كيس الفحم ارتفع من 15 ألف ليرة سورية إلى 50 ألف ليرة هذا العام، بسبب انخفاض الليرة التركية أمام الدولار، حيث يُستورد الفحم من تركيا.

وشهد محل لبائع كمال انخفاضًا في مبيعاته بنسبة 35% في العام الحالي عن عام 2023، بسبب عجز أغلبية الأهالي عن شراء مواد التدفئة.

وعود بدعم العائلات الفقيرة

المتحدث باسم المجلس المحلي، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن ارتفاع أسعار مواد التدفئة أثر بشكل سلبي على أغلبية الأهالي في رأس العين، نتيجة الحصار الذي تفرضه كل من “قسد” والنظام على المنطقة.

وأوضح أن المجلس المحلي يدرس حاليًا خطة شاملة لتحديد الفئات الأشد حاجة وفقرًا في المجتمع، بهدف تقديم الدعم لهم عبر مديرية الخدمات الاجتماعية.

وذكر ملكي إلى أن المجلس سيرفع قائمة تضم أسماء العائلات التي لا تملك القدرة على شراء مواد التدفئة، بالإضافة إلى جدول يحدد احتياجاتهم، لتقديمه إلى الجمعيات والمنظمات الإنسانية المعنية بدعمهم.

وتشهد رأس العين قلة في فرص العمل، وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية السكان، وهي تشكل مصدرًا رئيسًا للدخل.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق