واجهت مدينة حلب أزمة مياه استمرت خمسة أيام على التوالي، بسبب معارك بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الجيش الوطني السوري” قرب سد “تشرين” بريف منبج، مع معلومات عن بداية عمليات الإصلاح، لإعادة الضخ في أسرع وقت.
وأفادت مصادر محلية لعنب بلدي أن المياه بدأت بالعودة منذ فجر السبت 14 من كانون الأول، إلى أحياء الشيخ طه وبستان الباشا والميدان والسليمانية، فيما استمر انقطاعها عن بقية أحياء حلب، وسط دعوات للتقنين في استهلاك المياه، لحين وضوح موعد ضخها من جديد.
“مؤسسة مياه حلب” أصدرت بيانًا قالت فيه إن سبب انقطاع المياه عن المدينة يعود لتضرر الشبكات الكهربائية الواردة لمحطات المعالجة في “الخفسة” ومحطة “البابيري” التي تضخ المياه لمدينة حلب، نتيجة الاشتباكات الحاصلة في المنطقة، وإن ورشات الصيانة في شركة الكهرباء تعمل جاهدة على إصلاحها بالسرعة القصوى.
وأوضحت المؤسسة أن محطات المياه لا تعاني من أي مشكلة فنية، وأنها جاهزة للعمل فور ورود التغذية الكهربائية، مشيرة إلى أنها ستعلن موعد الضخ فور إصلاح الخطوط.
ونفد مخزون المياه لدى عائلات كثيرة في مختلف الأحياء بعد أن انتهت الكميات المتوفرة لديها في الخزانات، ما دفع البعض للجوء إلى التعبئة من الصهاريج التي أصبحت عملة نادرة من الصعب الوصول إلى أصحابها.
في المقابل، دفع من حالفه الحظ بالوصول إلى صهريج مياه مبلغ 300 ألف ليرة سورية (24 دولارًا أمريكيًا) على الأقل مقابل 1000 ليتر من المياه، علمًا أن صاحب “الصهريج” يرفض التعبئة لمنزل واحد، ويطلب اتفاق أكثر من منزل في البناء الواحد لتعبئة خزاناتهم، من أجل الموافقة على القدوم إليهم.
ونجمت الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء المغذية لمحطات المياه عن المعارك التي دارت بين فصائل المعارضة من جهة، و”قسد”من جهة أخرى في محيط سد “تشرين” الذي يبعد قرابة 30 كيلومترًا جنوب شرق مدينة منبج بريف حلب.
أزمة كهرباء
على صعيد الكهرباء، تراجعت ساعات الوصل في مدينة حلب عمّا كانت عليه في الأيام الأولى لخروج المدينة عن سيطرة قوات النظام النظام، وعاد وضع الكهرباء إلى ما كان عليه سابقًا، بواقع 22 ساعة قطع مقابل ساعتي وصل في معظم الأحياء.
يعتمد الأهالي على “الأمبيرات”، التي عادت بدورها إلى أسعارها السابقة التي تصل إلى 70 ألف ليرة أسبوعيًا للأمبير الواحد، ولمدة ثماني ساعات تقريبًا، كمعدل وسطي لمعظم “المولدات”.
وسادت قبل أيام حالة من التفاؤل في الشارع الحلبي بقرب التخلّص من عبء “الأمبيرات”، مع الحديث عن تغيير كلي في واقع الكهرباء، واستمرار وصول التيار على مدار 24 ساعة، وانتشار مقاطع مصورة قيل إنها لدخول محولات كهربائية إلى المدينة، لدعم الشبكة الكهربائية، ووصل التيار إلى جميع الأحياء دون تقنين.
آمال بتغيّر واقع الإنترنت
عاد الإنترنت الأرضي للعمل بشكل مستمر في مدينة حلب، بعد أن شهد انقطاعات متكررة خلال الأسبوع الماضي، فيما أعلنت “المؤسسة السورية للاتصالات” استمرارها في تحصيل الفواتير عبر الدفع الإلكتروني.
وتواجه بعض الأحياء انقطاعًا في الانترنت، حيث أشار سكان في حي جمعية الزهراء إلى انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية عن مقسم حيّهم بسبب سرقة الأكبال، مطالبين المعنيين بحل مشكلتهم في أسرع وقت.
الأمر ذاته ينطبق على سكان في حي بستان القصر، حيث تعرّض الكابل الرئيس كذلك للسرقة، ما أدى إلى انقطاع الإنترنت الأرضي عن الأهالي، في ظل ارتفاع أجور باقات الإنترنت عبر شبكات الموبايل.
على الرغم من أن الواقع الخدمي في مدينة حلب لم يتحول إلى الحالة المثالية التي يطمح لها أبناؤها، فإن حالة من التفاؤل بتحسن الأوضاع تسود أجواء المدينة، التي عانت في عهد النظام المخلوع من إهمال خدمي وانتشار للرشى والمحسوبيات، مقابل الحصول على أدنى الخدمات ومقومات الحياة.
في 30 من تشرين الثاني الماضي، أعلنت فصائل المعارضة السورية السيطرة على مدينة حلب، وبدأت الحياة تعود تدريجيًا بعد حالة هدوء وخوف وترقب.
اقرأ أيضًا: السيناريو المفاجئ وخروج النظام ومؤيديه من حلب
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.
حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
0 تعليق