فنون خلّدت الهوية العُمانية في سماء المهرجان - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تألقت أصوات الفنانين المشاركين في «المهرجان الطلابي الأول»، حيث صدحت حناجرهم بإيقاع حب الوطن ونهضته المتجددة. لم تكن العروض مجرد أداء فني، بل كانت تجربة تفاعلية أبهرت الحضور وجذبت الأنظار بتفردها وعمقها، مما جعل المهرجان حدثًا استثنائيًا.

قدّم الفنان سلطان الريسي فن التغرود في لوحة «عُمان عبر الزمان»، حيث أبهر صوته وأداؤه الحضور وسط مشهد مرور قوافل الإبل العُمانية، في مشهد لافت يخطف الأنظار في ميدان الفتح بالوطية. وحول كيفية التوازن بين تقديم مشاعره الشخصية والتفاعل مع مشاعر الجماهير أثناء أداء القصائد في المهرجان، قال الريسي: «إنه لشرف عظيم أن أكون جزءًا من هذا الحدث التاريخي. شعور الفخر والاعتزاز أثناء تقديم هذا الفن، الذي يعتبر من الفنون التراثية العريقة، لا يوصف. الارتباط بين المؤدي والوطن وجلالة السلطان يجتمع في آن واحد». وتابع الريسي قائلًا: «الوقوف أمام المقام السامي لحظة فريدة لا تُنسى. أدائي في هذه المناسبة التاريخية يمنحني حالة من الانسجام الكامل بين مشاعري الشخصية والجمعية، وهذا ما يعطي فن التغرود روحه الخاصة».

وفي سياق آخر، عبّر الفنان والملحن عبدالعزيز العبري الذي شارك في توزيع وتطوير وغناء «الفن البحري» بالتعاون مع الشاعر فيصل الفارسي، عن شغفه بالمزج بين الإحساس الشخصي بالكلمات ورسائلها مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على المتلقي. وقال: «حرصي دائمًا يكون على فهم نص القصيدة بعمق وربطها برسائل عامة تلهم الجميع، ما يُوجد حالة من التناغم مع المشاعر الجمعية».

وحول كيفية تعبيره عن مفردات حب الوطن في الأداء الصوتي، قال العبري: «كلمات القصيدة تعكس حضارة سلطنة عُمان واهتمام الحكومة بالبِحار والبحّارة. لقد قمت بتلحين العمل بعد استلام القصيدة ومراجعة الكلمات، ثم اخترت لحنًا يحاكي القصيدة، ليعبّر عن حب الوطن بإحساس عميق وصادق».

وأضاف: «اختيار اللحن المناسب هو المفتاح الأساسي لإيصال الشعور. العمل الذي قدّمته يجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تم تلحين الكلمات لتتناسب مع عمق الرسالة الوطنية، ليعكس الحب والولاء لهذا الوطن العظيم».

وأشاد العبري بجهود الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية ومعالي الشيخ سباع بن حمدان السعدي، الأمين العام، على ثقته واختياره له، قائلًا: «شرف وفخر أن أقدّم فنًا عُمانيًا عريقًا أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه». واختتم حديثه قائلًا: «أشكر كل من ساهم في إتاحة هذه الفرصة المميزة وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم عمل يليق بهذا الحدث الوطني الكبير».قدّمت الفنانة خولة السيابية أداءً مميزًا للفن النسائي في لوحة «عُمان عبر الزمان». وعن تجربتها، قالت السيابية: «مشاركتي في هذا الحدث الوطني الكبير بعد انقطاع طويل هي مصدر فخر واعتزاز. أثناء التدريبات، لمست الفرح والتفاعل الكبير بين الطلاب مع الألحان والتقنيات الحديثة، ما أضاف بُعدًا جماليًا يُليق بالمقام السامي».

وأضافت: «حب الوطن لا توفيه كلمات أو أغنيات، لكنه ينبض في قلوبنا كشموخ الجبال الراسخة. وما قدّمناه في المهرجان هو قطرة من بحر حبنا لوطننا وقائدنا».

استطاع الفنانون بتميز أدائهم أن يحرّكوا مشاعر الحضور وينسجوا لوحات فنية تنبض بحب الوطن والوفاء لقائده، من فن التغرود العريق إلى الإيقاعات البحرية المفعمة بالحياة، ومن الأداء النسائي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة. ونقل المهرجان رسالة وطنية سامية تعزز مكانة الفنون كجسر بين الماضي والمستقبل. هذه الأصوات ليست مجرد أداء فني، بل هي مشاعر تنبض بالوطنية وتجسّد الروح العُمانية بأبهى صورها، لتخلد ذكرى هذا الحدث في ذاكرة كل من حضره.

أخبار ذات صلة

0 تعليق