حوار المعرفة العماني التركي يستكشف فرص التعاون العلمي والبحثي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

إنشاء كرسي عُمان للدراسات المعاصرة بجامعة مرمرة

نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع السفارة التركية بمسقط ومؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ بجمهورية تركيا والكلية الدولية للهندسة والإدارة منتدى "حوار المعرفة" العُماني التركي الذي انطلقت فعالياته غدا بفندق نوفوتيل، ويستمر لمدة ٣ أيام، رعت المناسبة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بحضور عدد من أصحاب السعادة والمكرمين، ونخبة من الأكاديميين والمسؤولين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

استهلّ المنتدى بكلمة معالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أكدت فيها أن هذه الفعالية تجسد ترجمة للتوصيات الاستراتيجية للقاءات العليا لقيادات حكومتي البلدين الصديقين، وزيارة جلالة السلطان -أبقاه الله- للجمهورية التركية في شهر نوفمبر 2024م، والتي تمخض عنها انعقاد الدورة الـ(12) لاجتماعات اللجنة العمانية التركية خلال شهر ديسمبر الماضي في مسقط، وقد شاركت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في اللجنة بشكل فاعل من خلال طرح عدد من المبادرات العلمية والأكاديمية، إذ أثمرت الزيارات الرسمية وهذه الجهود المشتركة في تقوية العلاقات العلمية العمانية التركية، وذلك على مختلف الأصعدة والمجالات المعرفية، ومن أبرزها تجديد مذكرة التفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس التعليم العالي التركي في عام 2024م، كما سيتم في الأيام القريبة القادمة إبرام مذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصناعة والتكنولوجيا للتعاون في مجال البحث العلمي والابتكار.

وأشارت معاليها إلى أن استضافة سلطنة عُمان لمنتدى المعرفة يمثل خطوة مهمة في إبراز دور المعرفة والعلوم والتكنولوجيا في تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك، ويشتمل هذا المنتدى على العديد من الجوانب الحيوية والموضوعات المهمة والتي من شأنها دعم مسيرة التعاون المستقبلي وتحويلها إلى واقع عملي، حيث يناقش موضوعات اللغة والترجمة والأدب، ويتوقف عند الجسور التاريخية للعلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية، كما يقدم خارطة طريق للتعاون المستقبلي ويرسم آفاقه، وإلى جانب ذلك، فإن المنتدى يسلط الضوء أيضا على فنون العمارة الإسلامية والتركية، ومجالات العمل المشترك في السياحة العلاجية والموضوعات الطبية، ومستقبل الابتكار في قطاع الطيران، وإدارة المطارات، وتقنيات الفضاء، ويتخلل المنتدى تقديم العروض التعريفية عن مؤسسات التعليم العالي التركية، والمراكز البحثية والمعرفية، إضافةً إلى انعقاد الاجتماعات الثنائية لإيجاد فرصٍ للتعاون بين الجانبين، وتطوير مسيرة العمل المشترك بما يحقق التطلعات التنموية لكلا البلدين الصديقين.

مشيرة إلى أن المؤشرات الحالية تعكس الحراك الإيجابي لتفعيل توصيات اللقاءات الرسمية بين البلدين، وتنفيذ بنود مذكرات التفاهم المبرمة، وقد استحوذ التبادل المعرفي والتعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين الصديقين على حيز كبير في تلك اللقاءات الرسمية، وبناءً على ذلك، تخصص الحكومة التركية منحًا دراسية للطلبة العمانيين للدراسة في الجامعات التركية، وفي المقابل يخصص البرنامج العماني للتعاون الثقافي والعلمي عددًا من المنح الدراسية للطلبة الأتراك في مؤسسات التعليم العالي العمانية، علاوة على ما توفره جامعة السلطان قابوس من منح سنوية للدراسات العليا للطلبة الدوليين والتي يذهب بعضٌ منها لطلبة الجمهورية التركية، كما تقوم مؤسسات التعليم العالي في البلدين بزيارات تبادلية بين الطلبة، والتي كان آخرها زيارة طلبة جامعة صحار للجامعات التركية خلال العام الأكاديمي الماضي 2024، وفي السياق ذاته تعد الجامعات التركية من أكثر الجامعات المستقبلة للطلبة العمانيين عبر برنامج التعاون مع الاتحاد الأوروبي ايراسموس بلس، وبالمقابل، تستقطب مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان عددًا متزايدًا من الأكاديميين والباحثين من الجمهورية التركية.

وأوضحت أن سلطنة عُمان قامت بتعديل اللوائح الداخلية ذات العلاقة بجودة التعليم العالي من أجل تحقيق المزيد من التعاون والتبادل الطلابي مع دول العالم قاطبةً، حيث تم مؤخرًا الاعتراف بمؤسسات التعليم العالي العالمية ضمن أعلى ألف جامعة في تصنيفات كيو إس للجامعات العالمية، ومؤسسة تايمز للتعليم العالي وتصنيف شانجهاي، مما زاد بشكل ملحوظ عدد الجامعات التركية الموصى بالدراسة فيها، وتعزيزا لمبدأ عقد الشراكات الاستراتيجية لتحقيق الأهداف والذي يمثل الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وإيمانا بأهمية مبدأ تسخير العلوم والبحث العلمي لأغراض التنمية الشاملة والمستدامة، فقد مولت حكومة سلطنة عمان عدد (16) كرسيًا علميًا وذلك بالتعاون مع أرقى الجامعات الدولية، ومن هذا المنطلق يجري حاليًا الإعداد لإبرام عقد لمشروع استراتيجي في مجال البحث العلمي؛ وذلك بهدف إنشاء كرسي بحثي في جامعة مرمرة بعنوان: "كرسي عُمان للدراسات العمانية المعاصرة"، والذي من المؤمل أن يكون منارة علمية وبحثية بين البلدين الصديقين، كما سعت حكومة سلطنة عمان للمشاركة وبفاعلية في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 ومنها تحقيق الهدف الرابع "التعليم للجميع" من خلال توفير المنح الدراسية للطلبة الدوليين للدراسة في مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، ومن بينهم طلبة دول منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد سعادة الدكتور محمد حكيم أوغلو سفير تركيا لدى سلطنة عمان أن المنتدى يمثل منعطفًا تاريخيًا يعزز الصداقة بين البلدين، ويعكس روح التعاون التي تجسدت في زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى تركيا في نوفمبر 2024.

وأشار سعادته إلى أن هذا المنتدى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين، مؤكدًا على أهمية العلم باعتباره مرشدًا حقيقيًا للنجاح. كما أشار إلى مشاركة أكاديميين من تركيا في مجالات متنوعة، مما يساهم في تعزيز الروابط العلمية والثقافية بين البلدين.

من جانبه، ألقى سعادة الأستاذ الدكتور دريا أروس، رئيس مؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ، كلمة أكد فيها عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين تركيا وسلطنة عُمان، والتي تعود إلى فترة السلاجقة والعهد العثماني. وأشار إلى الدور البارز الذي لعبته هذه العلاقات في تعزيز التضامن الإسلامي، كما أشاد سعادته بالشراكات الاستراتيجية الحالية بين البلدين في مجالات التجارة، والزراعة، والصحة، والثقافة، مؤكدًا أهمية التعاون الأكاديمي بين الجامعات العمانية والتركية.

وأعرب سعادته عن أهمية المنتدى بصفته منصة مثالية لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، موضحًا أن المنتدى يتضمن عدة جلسات نقاشية تهدف إلى تبادل الأفكار والمشاركة في تطوير مجالات التاريخ، والثقافة، والأدب، والدبلوماسية، كما أضاف أن هذه النقاشات ستسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتقوية الروابط بين البلدين. ويشارك في المنتدى 17 جامعة تركية بالإضافة إلى عدد من المراكز البحثية والثقافية التركية، وكافة مؤسسات التعليم العالي الخاصة، وعدد من المؤسسات التعليمية الحكومية بسلطنة عمان.

تضمن المنتدى في يومه الأول عددا من الجلسات النقاشية تناولت مجموعة من المحاور تمثلت في الأدب واللغة والترجمة، واستعراض العلاقات التركية العمانية الجسور التاريخية والرحلة إلى المستقبل والمعمار الإسلامي، والتركيز على أهمية تعزيز التبادل الطلابي، وتطوير البرامج الأكاديمية المشتركة بين الجامعات العمانية والتركية، بالإضافة إلى دعم الدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا، كما تم تسليط الضوء على الابتكار العلمي، ودور التعاون الأكاديمي في دعم التبادل الثقافي بين البلدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق