مع بداية فصل الشتاء فلكيًّا اليوم، تنطلق فترة "مربعانية الشتاء"، التي تمتد لأربعين يومًا وتُعدّ من أهم المحطات في الموروث الشعبي للمشرق العربي.

وتتميز هذه الفترة بأجوائها الباردة وغزارة الأمطار، ما يجعلها رمزا رئيسيًا للخير والمطر الذي ينتظره المزارعون والفلاحون.

ماذا تعني المربعانية في التراث الشعبي؟

تُعرَف المربعانية بأنها الفترة الممتدة من 21 كانون الأول إلى نهاية كانون الثاني، وتُعد الأبرد في الموسم المطري. وتكتسب أهمية خاصة في الموروث الشعبي، حيث يرتبط بها العديد من الأقوال الشعبية التي تعكس العلاقة الوثيقة بين الناس والمناخ، ومنها:

"المربعانية يا بتربّع يا بتقبّع": تشير إلى أن المربعانية هي مؤشر لموسم مطري جيد أو جاف، بحسب الأحوال الجوية في بداية هذه الفترة.
"المربعانية يا شمس تحرق يا مطر تغرق": تعكس هذه المقولة الطبيعة المتناقضة للمربعانية بين الطقس الحار والمطر الغزير.
"بالمربعانيّة البرد بقصّ المسمار": تعبير شائع يدل على شدة البرد خلال هذه الفترة.
"بكوانين، كِنّ ببيتك وكتّر خبزك وزيتك": نصيحة للتأهب للبرد الشديد بالتزام البيت واحتياطات التغذية.
"بعد المربعانية الشتي بهون": يعكس التفاؤل بتحسن الأوضاع الجوية بعد انتهاء المربعانية.

الاستعدادات العملية لدخول المربعانية

على الرغم من التوقعات الجوية العلمية والمعتقدات الشعبية، فإن العائلات في المشرق العربي تستعد فعليًّا لدخول فصل الشتاء من اليوم الأول للمربعانية. تتنوع الاستعدادات بين تأمين مستلزمات التدفئة، مثل المدافئ والفحم، وشراء الأغطية الثقيلة والملابس الدافئة لمواجهة الانخفاض الكبير في درجات الحرارة. كما تستعد العائلات للمنخفضات الجوية المتتالية التي تأتي خلال هذه الفترة، حيث يُتوقع أن تكون غزارة الأمطار متفاوتة، لكن درجات الحرارة تكون دائمًا منخفضة.

المربعانية تمثل أكثر من مجرد تغير في الطقس، فهي جزء من التراث الشعبي، وتؤكد على تفاعل الناس مع الطبيعة وحكمتها في التعامل مع تحديات الشتاء، في حين يظل الأمل في المطر والخير هو السمة الأبرز لهذه الفترة التي تحمل في طياتها الكثير من الرمزية الثقافية.