التحفيز الإيجابي خاصة في أحلك المواقف، يقدّم لك شعلة نشاط، ووقوداً يدفعك للمضيّ قدماً نحو هدفك، سواء بتخطّي العراقيل، أو الإقدام والاستمرار بالأداء أو العمل الذي ترغب فيه، حتى لو كان التحفيز رسالة عادية أو كلمات معبّرة، فتؤتي أُكُلها مباشرة، عكس الرسائل السلبية المدمّرة التي يمكن أن تجتثّ من أمامك العزيمة والإصرار، وتتركك مثخناً بالمصدّات والعراقيل التي تقف أمامك.
فقد كادت شابّة أن تفقد أعصابها وتنهار، مستسلمة للآلام التي لا تبارحها، وحدثتها الممرضة، بأنها قوية وتتحمّل، وما لبثت أن دخلت تلك الجملة في صميمها وصدّقتها، رغم أنها كانت في أضعف حالاتها، وأعطتها القوة لتواجه المرحلة الأكثر ألماً، إلى أن تجاوزتها ولم تتأثر بتلك المرحلة الخطِرة وما فيها من آلام.
لذلك من المهم جداً اختيار الطاقم الطبي المتفائل دائماً، الذي يُعين المرضى على معاناتهم، ولا توجد فئة تحتاج إلى تشجيع أكثر من المرضى، في مختلف حالاتهم، فيتغلب المريض على آلامه بالصبر والتحمل وبذل الأسباب للشفاء، وقبلها بالتأكيد التوكل على الله عزّ وجلّ.
وما يميز الطواقم الطبية في مستشفياتنا الحكومية، تلك الفئة المتفائلة دائماً التي تذكّر الجميع بأنها مرحلة وتمرّ، والكثير من المرضى تجاوزوا حالاتهم المرضية بتلك المشاعر المشعّة بالإيجابية والأمل بالشفاء فقط، وأنها مرحلة ويتخطاها المريض بكل قوة وإصرار، فشكراً جزيلاً لكل من تحلّى بالإيجابية وساعد في شفاء مرضانا بنفسيته الجميلة التي يعكسها على من حوله.
وديننا الحنيف وقيادتنا الرشيدة يحثاننا دائماً بأن نتحلّى بالإيجابية، لنتخطى فيها كل الصعاب، والأمثلة كثيرة لا تعدّ ولا تحصى، لكن الأهم أن نطبقها ولو كانت سهلة جداً، ونجعلها ديدن حياتنا، وأوضح الأمثلة من ديننا الحنيف، القول «طَهور إن شاء الله» للمرضى حين زيارتهم؛ لنذكّرهم بأنها مرحلة مؤقتة نتطهر فيها من الذنوب، ويزول معها كل شر، وسنة نبينا الكريم، صلى الله عليه وسلم، ملأى بالإيجابيات التي نتعلم منها كيف نواجه المحن، وكل أمر يصيب المسلم، سواء كان خيراً أو شراً، فهو خير له، وعلينا الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، واحتساب الأجر منه.
وتلك الإيجابية نقتبسها من ديننا الحنيف، وقيمنا التي تربّينا عليها، ومهمٌّ جداً ألّا نتناساها في خضمّ حياتنا اليومية، ويذكر بعضنا بعضاً فيها، وكما قال الشاعر:
أُعلّلُ النفسَ بالآمالِ أرقبُها / ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحةُ الأملِ.
0 تعليق