بيروت: هيام السيد
انتهت الممثلة اللبنانية جوليا قصار من تصوير مجموعة من الأعمال الجديدة من بينها فيلمان سينمائيان، وتعوّل جوليا قصار على أهمية عودة الدراما اللبنانية، وفرض نفسها على الشاشات مثل الأعمال العربية المشتركة، مشيرة إلى أنها ليست ضد الأخيرة، بل هي معها ومع استمرارها، وحريصة على التواجد فيها، شرط ألّا يتم ذلك على حساب الأعمال اللبنانية.
وتوضح جوليا قصار أنها مستمرة ومتمسكة بالتواجد في أي مسلسل تقتنع به إخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً، مشيدة بانتشار الممثل اللبناني الذي أصبح موجوداً، ويطل على كل الشاشات العربية.
بم تتحدثين عن الفيلمين اللذين انتهيتِ من تصويرهما؟
-الفيلم الأول صورته تحت إدارة المخرج سمير حبشي، والثاني سيريل العريس، على أمل أن يتم عرضهما خلال الفترة المقبلة، ولا يمكنني الإفصاح عن تفاصيلهما إلى أن يتم إطلاقهما رسمياً من قبل الجهتين المنتجتين لهما، لكن الأول اجتماعي إنساني بمشاركة يورغو شلهوب ومايا يمين ومجموعة من الممثلين.
هل تفضلين المشاركة في الأعمال السينمائية أكثر من سواها من الأعمال الأخرى؟
-طبعا أكثر، لأنني أحب السينما، وعملي فيها شغفي الأساسي، ولأن مواضيع أفلامها مستمدة من الواقع، ولأن هناك إتقاناً ورويّة في تنفيذ الأفلام.
وما الذي تحققه لك السينما؟
-التجربة بحد ذاتها جميلة.. أحياناً يكون الدور صغيراً ولكنه مكتوب بشكل جيد، وهذا أمر يحفزني على المشاركة، وأحياناً أحبّ أن أختبر تجربة جديدة مع مخرج جديد، والعمل مع فريق عمل معين، وتجربتي مع المخرج سيريل العريس هي في أول فيلم طويل من إخراجه.
إلى جانب عملك في السينما يبدو واضحاً أنكِ تحرصين على التمسك والمشاركة في الدراما التلفزيونية، فهل يعود السبب إلى رضاك عنها، خصوصاً أنها حققت نقلة نوعية على مستوى الأعمال المشتركة، ولاحقاً على مستوى الأعمال اللبنانية التي يبدو أنها انطلقت بقوة؟
-مستمرة في التواجد في الدراما التلفزيونية، لأن العروض التي تصلني جيدة بدءاَ بالقصة مروراً بالممثلين المشاركين في هذه الأعمال، وفريق العمل والمخرجين، وانتهاء بالشركة المنتجة، كلّ هذه العناصر تحفّزني على القبول بتلك الأعمال، فضلاً عن أنه يتوفر لديّ بعض الوقت الذي أخصص جزءاً منه للتعليم، ومن المعروف أنني أوزع وقتي بين التعليم وبين تصوير الأعمال التي أقتنع بها.. ولا شك أن مستوى الدراما تحسن بشكل واضح، وهذا الأمر ينطبق على المسلسل اللبناني «بالدم» الذي أشارك فيه حالياً مع شركة «إيغل فيلمز»، إلى جانب كوكبة من الفنانين والكاتبة نادين جابر والمخرج فيليب أسمر، وأنا متفائلة جداً بهذا العمل وبالعودة الى الدراما اللبنانية.. لست ضد الدراما المشتركة ولا ضد وجودها واستمراريتها والعمل فيها، ولكن عودة الدراما اللبنانية مسألة مهمة جداً.
الدراما المشتركة
هل يمكن القول إن الدراما المشتركة لعبت دورين متناقضين تماماً في مسيرة الدراما اللبنانية، فهي من ناحية أخذت من دربها وحلت مكانها، ومن ناحية أخرى ساهمت في انتشار ممثليها عربياً؟
-لا شك أن الدراما المشتركة ساهمت في إبراز وانتشار الممثل اللبناني الذي صار مطلوباً في كل الإنتاجات العربية، وهذه الناحية إيجابية جداً، لأنه أصبح يطل على كل الفضائيات العربية، ويحقق حضوراً كبيراً.. أما بالنسبة للدراما اللبنانية فهي عانت كثيراً بسبب الظروف الاقتصادية في لبنان التي تسبّبت في تراجعها، ولكن لو وضعنا الانتقادات جانباً فلا بد من القول بأننا مازلنا نعيش على فوهة بركان، وبالنسبة لي فإن الاستمرار في المهنة هو عمل بطولي بحدّ ذاته، كونها في الأساس مهنة صعبة جداً، خصوصاً أننا نعيش في بلد لا ينعم بعد بالاستقرار على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية والفنية، ولكنني أنظر دائماً بإيجابية إلى هذا الأمر، لأن الناس يطالبون بالدراما اللبنانية التي اختفت عن الشاشات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لأنهم يحبون الممثلين اللبنانيين، ويتابعون أعمالهم، واعتادوا على مشاهدتهم لسنوات طويلة، كما أن المنتجين اللبنانيين شعروا بأنه لا يجوز إلغاء الدراما المحلية بل يجب دعمها كما يدعمون الدراما المشتركة وهذا ما يحصل حالياً.
هل هذا يعني أن المنتجين اللبنانيين كانوا محقّين عندما ركزوا طوال السنوات العشر الأخيرة على الإنتاجات المشتركة؟
-المسألة ليست في كونهم محقين أو لا، بل ثمةَ ظروف كثيرة أثرت في الدراما اللبنانية، من بينها تراجع السوق الإعلاني، حتى السينما لم تتوقف في لبنان، ومع أننا نتعرض لضربات متلاحقة، وبالرغم من ذلك يبرز دائماً أشخاص يغامرون ويقدمون أعمالاً جديدة، والأمر نفسه ينطبق على المسرح.. الضرورة هي التي تتحكم بمسارات الأمور أحياناً وإنتاج الأعمال المشتركة ليس خطأ، شرط ألّا يتمّ على حساب الدراما المحلية.
0 تعليق