«متعهد دروس خصوصي» مصطلح يطفو على السطح مع مواسم الامتحانات، ويتداوله في مواقع التواصل معلم سابق أو دخيل على التربية والتعليم، للبحث عن طالب يحتاج إلى درس خصوصي في إحدى المواد الدراسية، وعلى «المتعهد» أن يجري عملية البحث عن طالب، والاتفاق على ثمن الحصة، مقابل نسبة معينة من قيمة الدرس تراوح بين 5 و10%.
يبدو أن أرباح الدروس الخصوصية مرتفعة لدرجة أنها تسببت في سيل لعاب أفراد من غير فئة المعلمين، وجعلتها فرصة لمن لا مهنة له، وهو ما يتضح عبر الإعلانات المتداولة في مواقع التواصل، حيث من غير المنطقي أن يطبع مدرس رسالة إعلانية تعجّ بالأخطاء الإملائية واللغوية أو الكتابة باللهجة العامية.
وما يثير الاستهجان أن الباحثين عن «متعهدين» منهم متخصصون في مادة محددة ويشيرون إلى استعدادهم لتدريس جميع المواد، وإن كانت خارج نطاق تخصصهم. وما يزيد الطين بلة أن بعض الزائرين للدولة بهدف البحث عن فرصة عمل يمارسون نشاط الدروس الخصوصية إلى حين إيجاد فرصة عمل مناسبة، على الرغم من أنهم غير متخصصين في التعليم.
وبعيداً من الدروس الخصوصية، وضمن نطاق سلوك بعض المعلمين في التطبيقات التي تتيح بثّ فيديوهات أو ما يسمّى بالقصص اليومية «ستوري» أو «الستريك»، يوجد طلبتهم ضمن قائمة المتابعين بناء على رغبة المعلم أو المعلمة، رغبة في زيادة عدد المتابعين وتحقيقاً للشهرة. والمثير للاستياء أن بعض هؤلاء لا يأخذون في حسبانهم أنهم يجب أن يكونوا قدوة حسنة للطلبة الذين أضيفوا بوصفهم متابعين. وضرورة الابتعاد عن الاستخدام العبثي أو بثّ لقطات لا تتناسب مع القيم والمبادئ التي يجب أن يغرسها المعلم في الطالب، مثل التدخين أو لقطات يمكن وصفها إن صح التعبير بـ«الاستهبال».
مما لا شك فيه، أن سلوك المعلم في حياته اليومية، خارج المدرسة يمكن عدّه حرية شخصية، إلا أن نقله لطلبة فئة كبيرة منهم تندرج ضمن شريحة المراهقين أمر غير مقبول، ويسهم في التأثير في صورة المعلم القدوة الذي يحمل رسالة سامية، ويبني أجيال المستقبل.
عند رصد هذه النوعية من الممارسات، لا نستهجن سلوك بعض الطلبة تجاه المدرسين الذين رسّخ بعضهم صورة ذهنية لدى الطلبة يمكن وصفها بالمشوّهة.
ضمن هذه الأسطر لا بدّ من قول شكراً لكل معلم حافظ على الصورة النموذجية لورثة الأنبياء، واستطاع على الرغم من الصعوبات والضغوط المهنية والاجتماعية والمادية التي يواجهها، المضي قدماً، من دون أي تشويه لصورة المعلم التي لا نستطيع إلا أن نكنّ لها كل احترام وعرفان.
0 تعليق