مع الأحداث الدراماتيكية المتسارعة المفاجئة التي حدثت في القطر العربي السوري الحبيب، والتي أدت إلى سقوط النظام الحاكم فيها خلال أيام قليلة، ذهبت كل الأنظار بعيداً جداً جداً عما يحدث في غزة ولبنان وأصبحت أخبار ما تقوم به إسرائيل هناك من الأخبار الثانوية الهامشية التي لا تغطيها وكالات الأنباء ونشرات الأخبار أو تكتب عنها الصحف رغم فظاعتها وبشكل يومي، وتوجهت الأنظار وكل وسائل الإعلام متتبعة أحداث سوريا وإلى أين يمكن أن تصل.
في مقابل ذلك لا أحد للأسف يستنكر خرق إسرائيل للاتفاقات الدولية مع سوريا الموقعة سنة 1974 واحتلالها في 10 أيام ما يزيد على 440 كيلومتراً مربعاً من الأراضي العربية السورية، وشنها غارات جوية دمرت معظم القدرات العسكرية السورية، هذا مع صمت دولي عام سوى من إعلان خجول، وكأنه ذر للرماد في العيون، للأمم المتحدة تمدد فيه مهمة قوات حفظ السلام في الجولان المحتلة، والذي لا يغني ولا يشبع من جوع.
وعلى الجانب الآخر الذي ضعفت فيه تغطيته الإعلامية وأصبح خارج دائرة الضوء تماماً رغم مأساويته، أعلنت السويد بشكل مباشر وقف تمويل «الأونروا» مما ضاعف معاناة أهلنا في غزة، بالرغم من أن الأونروا ذاتها أعلنت أن هناك مليونا شخص محاصرون في ظروف مروعة بغزة، وتأكيد ممثل الفاو الإقليمي، أن المجاعة تهدد سكان قطاع غزة بالكامل، وتحذير ألمانيا من خطط إسرائيلية للاستيطان في غزة، وتصريح البابا أن ما يحدث في غزة قسوة وليس حرباً، مع إدانته مقتل 7 أطفال بغارة إسرائيلية، نتج عنها عشرات القتلى والجرحى في اليوم 442 للحرب على القطاع، وقد أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 10 أفراد من عائلة واحدة بينهم الأطفال السبعة الذين مس مقتلهم قلب البابا دون أن يمس الضمير العالمي الذي انشغل بأحداث أخرى، كلٌ يريد أن يحظى فيها بنصيب الأسد أو يأكل من كعكتها أكثر ما يستطيع.
الولايات المتحدة سارعت إلى مباحثاتها مع الإدارة الجديدة في دمشق، والتي وصفتها المبعوثة الأمريكية إلى سوريا بالمباحثات الجيدة جداً والمثمرة جداً والمفصلة، وهي تسعى دون أدنى شك الحصول على أكبر الغنائم من الوضع السوري الراهن.
ليس هناك من أخبار تعنى بفلسطين وغزة ولبنان سوى أخبار الدعم الإماراتي المتواصل، والذي كان آخره المستمر 30 شاحنة تحمل 495.1 طن عبر 3 قوافل مساعدات تصل قطاع غزة لرفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
كم هو ظالم هذا العالم.
0 تعليق