الحُلم هو القوة الخفية التي تدفع الإنسان إلى السعي والتطور، إنه الشرارة التي تمنحنا الأمل وتجعلنا نؤمن بأن المستقبل يمكن أن يكون أفضل، ومع ذلك، يبدو أن كثيرين اليوم يشعرون بأنهم فقدوا الحق في الحُلم، أو أن أحلامهم أصبحت مجرد رفاهية في عالم يزدحم بالتحديات والضغوط.
هذا الواقع يدفعنا للتساؤل: ما الذي جعل البعض يتخلى عن أحلامه؟ أحد الأسباب الرئيسية القيود النفسية التي تنبع من الخوف، سواء كان الخوف من الفشل أو من التغيير، المجتمع نفسه يلعب دوراً كبيراً في تعزيز هذا الشعور، حيث يربط النجاح غالباً بمعايير مادية صارمة مثل المال أو المكانة الاجتماعية، يصبح الحلم في ظل هذه الضغوط مغامرة محفوفة بالمخاطر تجعلنا نميل إلى البقاء في المنطقة الآمنة بدلاً من مطاردة طموحاتنا. البيئة الاجتماعية المحيطة تعتبر أحد العوائق التي تقف أمام الحلم، قد نجد أنفسنا محاطين بأصوات تشكك في قدراتنا أو تقلل من قيمة أحلامنا، مما يجعلنا نبدأ في الشك بأنفسنا. في كثير من الأحيان، تصبح المطالب الحياتية، مثل العمل وتأمين الاحتياجات الأساسية، عبئاً يمنعنا من تخصيص الوقت والطاقة لتحقيق ما نحلم به، الثقافة العامة لها دور كذلك.
في عالم يقدر النتائج السريعة، أصبح الصبر على بناء الأحلام غير مرحب به، نعيش في زمن يتمحور حول الإنجاز الفوري، حيث تتم الاستهانة بالأحلام التي تحتاج إلى وقت طويل لتحقيقها، هذا التوجه يجعلنا نشعر بأن الحلم هو ترف لا يتناسب مع متطلبات الواقع.
لكن هل يعني هذا أننا فقدنا الحق في الحلم تماماً؟ بالطبع لا، قد تكون الأحلام مهددة، لكنها لم تسرق منا تماماً، إعادة اكتشاف الحق في الحلم تبدأ بإعادة تعريف معنى الحلم نفسه، ليس بالضرورة أن يكون الحُلم شيئاً ضخماً أو بعيد المنال، أحياناً يكون مجرد خطوة صغيرة نحو تحسين حياتنا أو تحقيق رضا داخلي.
الحياة بلا حلم أشبه برحلة بلا وجهة، حتى إن لم نصل إلى كل ما نحلم به، فإن مجرد السعي يمنح حياتنا معنى، الأحلام ليست رفاهية، بل هي ما يجعلنا بشراً نسعى إلى الأفضل، لذلك، علينا أن نتشبث بها، مهما كانت القيود، لأننا نحن من نصنع أحلامنا ونمنحها الحق في أن تتحقق.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق