«أخلاق» المربّي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

من أكثر المهن التي يجب التشدد فيها على «أخلاق» المتقدم للوظيفة ومدى قدرته على التعامل بحكمة مع الأزمات، وتحليه بالصبر والتحمل، وإعلائه القيم التربوية والإنسانية على أي شيء آخر.. مهنة التعليم والعمل في المؤسسات التربوية، حيث يكون المرء على احتكاك مباشر مع الطلبة من مختلف الأعمار والفئات، وكذلك على تواصل مباشر مع أولياء الأمور.
التعليم هو المهنة التي يلعب فيها المعلّم دوراً مهماً جداً و«خطيراً»، لأنه يكون في موقع تلقين الأطفال والمراهقين معلومات، وغرس قيم في نفوسهم، والتأثير المباشر في وعيهم وأفكارهم.. لذلك نقول، إن التعليم ليس مجرد مهنة يلجأ إليها من تُغلق في وجهه أبواب الشركات والمؤسسات التي يحلم بالعمل فيها، بقدر ما هي مهنة لا ينجح فيها كل إنسان، كما لا يليق بأيٍّ كان الوقوف أمام الطلبة والتحدث في أمور علمية وتربويّة وتشكيل وعيهم والتأثير في أفكارهم، وربما تغيير سلوكياتهم ومسار حياتهم.
كل المؤسسات التعليمية في العالم تضع قائمة من الشروط تفرضها على الطلاب للالتزام بها، ولكن قلة ينظرون إلى الجانب الآخر، ربما لاعتبارهم أن من يتولى تعليم الطلاب يعي مدى أهمية دوره، ويلتزم بشكل تلقائي بمسؤولياته وواجباته، ويرعى طلابه كأب ومرشد لهم.. فهل هذا يعني أن كل المدرسين نموذجيون، وأن ضبط القواعد والحدود وتحديد المسؤوليات غير ضروري؟ طبعاً لا، والسياسة الجديدة لقواعد الأخلاقيات المهنية التي حددتها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، تذكّر الجميع بالواجبات التي لا يمكن الحياد عنها بل من الضروري التمسك بها.
«النزاهة والاحترام والحياد والسلوك الأخلاقي» سواء في التعامل داخل الفصول مع الطلاب أو في تعامل المعلّمين مع بعضهم ومع أولياء الأمور.. ومن النقاط المهمة التي طرأت على حياتنا هي التواصل الاجتماعي، التي يطلّ من خلالها المعلّم للتواصل مع طلبته أو للتعبير عن آرائه وأفكاره حتى الصور التي ينشرها، فهذه المساحة أيضاً يتحمل مسؤوليتها المدرّس باعتبارها جزءاً من استكمال صورته في أذهان الأجيال التي يعلّمها ويربيها، ولا يمكن أن تنفصل عن تلك الشخصية التي يظهرها في المدرسة بأخلاقياتها النموذجية واحترامها للقيم الاجتماعية واحترامها للهوية والانتماء والدولة واحترام الآخر، ونبذ كل أشكال التمييز العنصري.
كثيرة هي البنود التي وضعتها دائرة التعليم والمعرفة، ولا تقتصر على حدود التعليم في المدرسة، إنما تشمل أيضاً التفاعل الاجتماعي، مثل «تعزيز السلوك الحضاري والواجب المدني لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع».. محذرة من «استخدام القضايا الاجتماعية لتحفيز الطلبة على التصرف بطرق متطرفة أو الانضمام إلى منظمات يمكن اعتبارها مجموعات متطرفة، واستخدام القضايا الاجتماعية للمكاسب الشخصية..».

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق