تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها العسكري في الضفة الغربية، حيث بدأت عملية "السور الحديدي" التي أطلقتها في جنين بالانتقال إلى مناطق أخرى.
وشهدت مدينة طولكرم تصعيداً عسكرياً مشابهاً لما يحدث في جنين، مع غارات جوية استهدفت مخيم طولكرم، أبرزها استهداف مركبة كانت تقلّ قائد "كتائب القسام" إيهاب محمد عطيوي (23 عاماً) ورامز بسام ضميري (24 عاماً)، مما أدى إلى استشهادهما.
توسع العمليات في طولكرم
وشنت قوات الاحتلال غارات مكثفة على مخيم طولكرم، حيث تسللت قوات خاصة إلى المخيم مدعومة بتعزيزات عسكرية كبيرة.
وأعلنت "سرايا القدس - كتيبة طولكرم" تمكن مقاتليها من اكتشاف قوة "إسرائيلية" خاصة في محور الربايعة وإطلاق زخات كثيفة من الرصاص عليها.
وفي خطوة تصعيدية، فرضت قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على مستشفى "الشهيد ثابت ثابت" في طولكرم، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي على ارتفاعات منخفضة، مما أثار مخاوف من بدء عملية عسكرية شاملة مشابهة لجنين.
الوضع الإنساني المتفاقم في جنين
في جنين، تتواصل الهجمات الإسرائيلية لليوم السابع على التوالي، حيث ركز جيش الاحتلال على تدمير البنية التحتية والمنازل في المخيم.
وأسفرت العمليات عن تدمير ما يزيد عن 100 منزل بين كامل وجزئي، وحُرقت عشرات المنازل الأخرى، ما دفع آلاف السكان للنزوح وسط استمرار حصار مشدد على مستشفيات المدينة، خاصة مستشفى جنين الحكومي، الذي بات معزولاً بشكل شبه كامل بسبب تجريف الطرق المؤدية إليه.
تدمير البنية التحتية وتهجير السكان
وتشهد جنين عمليات تجريف واسعة للبنية التحتية، بما في ذلك شوارع ومرافق حيوية.
وأكد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، انقطاع المياه عن 55% من السكان بسبب استهداف خطوط المياه الرئيسية، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأوضح أن الاحتلال أحرق بين 70 إلى 80 منزلاً، ودمر ما بين 30 إلى 40 منزلاً كلياً.
أزمة إنسانية خانقة
تعاني جنين من أزمة إنسانية حادة مع تعطل الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت تقديرات محلية إلى وجود أكثر من 70 حالة إنسانية عالقة داخل المخيم بحاجة إلى تدخل فوري، في ظل منع طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.
دعوات لإنقاذ جنين
تتزايد المطالبات المحلية والدولية بضرورة إعلان جنين منطقة منكوبة، مع غياب أي أفق لإنهاء العمليات العسكرية التي خلفت أكثر من 16 شهيداً و50 جريحاً حتى الآن.
رد المقاومة وتصعيد الاشتباكات
في مواجهة العدوان، أعلنت "كتائب القسام" أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، ودعت إلى تصعيد المقاومة والاشتباكات مع قوات الاحتلال.
وعلى الأرض، تواصل سرايا القدس وفصائل المقاومة التصدي للقوات الإسرائيلية، في وقت تتسارع فيه التطورات مع تصعيد الاحتلال عملياته شمال الضفة الغربية.
ويشهد شمال الضفة الغربية وضعاً مأساوياً مع استمرار عمليات الاحتلال، التي تهدف إلى القضاء على الحاضنة الشعبية للمقاومة عبر التدمير والتهجير.
وفي ظل غياب أي ضغط دولي حقيقي على الاحتلال، تستمر الأزمة الإنسانية في جنين وطولكرم، مع تصعيد للمواجهات التي تعكس صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان.
0 تعليق