كان الخبر مؤلماً ومحزناً، حيث فوجئنا، يوم الثلاثين من يناير عام 2014، بمن يؤكد رحيل القامة الإنسانية والإعلامية والمعرفية الدكتور عبدالله عمران تريم.
إرادة الله مكتوبة على الجميع، وكل ما يقضيه لا يمكننا إلا أن نقول الحمد لله، على كل شيء.. وما يأتي به المولى عزّ وجلّ، لا نملك أمامه، إلّا أن نقف رافعي أكفّنا بالدعاء برحمة الخالق.
الراحل عبدالله عمران، كان صرحاً إنسانياً شامخاً، ولم يكن سهلاً على محبّيه أو من عرفوه أو من سمعوا عنه، تحمّل هذا الخبر المفجع لكل من عرفه ممّن كانوا يعملون في جريدة «الخليج»، أو من عاشروه في مهامه التي كلّفته إياها قيادة هذا الوطن المعطاء، من أيّام المغفور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
فقد كان ممن شاركوا في عضوية فريق مفاوضات إقامة دولة اتحاد الإمارات، وبعد شموخ الاتحاد، وقيام الدولة، وكان مع شقيقه الراحل تريم عمران، عضوين مهمّين في أولى تشكيلات المناصب العليا في الدولة، وتسنّم منصب وزير العدل في أول حكومة اتحادية عامي 1971 1972، ثم وزير التربية والتعليم من 1972 حتى 1979، ثم عاد وزيراً للعدل بين الأعوام 1990 1997.
وعمل ضمن فريقه في وزارة العدل، على صياغة كثير من التشريعات التي كان لها كبير الأثر في تقويم البنية التشريعية للدولة في مختلف المجالات القانونية.
وكذلك في وزارة التربية والتعليم، حيث عمل على تحديث المناهج، ووضع ما يمكن أن يعمل على تأسيس جيل متعلّم كَفيّ، معه مفتاح المعارف في كل جوانبها. وكذلك تعزيز الهُوية الوطنية عبرها.
هذه المهام التي كلفته إيّاها الدولة الفتيّة، لم تكن إلّا بعد التأكّد التام، من أن هذا الرجل من الكفاءة والنزاهة واستشراف المستقبل، ما يبوّئه هاتين الوزارتين المهمّتين، فالعدل أساس الملك، والتعليم، مدخل التحضّر والمعرفة، والقيادة الحصيفة لمقدّرات أي بلد.
هذا الرمز الوطني العروبي، وأحد روّاد الفكر والثقافة والإعلام، كلّفه المغفور له، الشيخ زايد، تأسيس «جامعة الإمارات»، وكان أول رئيس أعلى لها، فعمل كذلك على وضع المناهج وطرائق التعليم.
حصل الراحل الدكتور عبدالله عمران، على شخصية العام الإعلامية في الدورة التاسعة لجائزة الصحافة العربية، تثميناً لعطاءاته وخدمته للصحافة الإماراتية خاصة والصحافة العربية عموماً، ووصفه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنه رائد وعلم من أعلام الإعلام الوطني والقومي.
أبو خالد باق في القلوب، غاب جسداً، وبقي فكراً، وأثراً، وإنجازات.
[email protected]
0 تعليق