الحاجة للتكاتف الأسري - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عالمنا اليوم، تتسارع وتيرة الحياة، وتتعقد العلاقات الاجتماعية، ومعها تظهر قيمة الأسرة، وتعاونها وتكاتفها، لتصبح ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على تماسك المجتمع واستقراره. التعاون الأسري، والتكاتف بين أفراد الأسرة، بمثابة حجر الزاوية نحو أسر قوية متماسكة متحابة متينة، قادرة على مواجهة تحديات الحياة بمرونة وحكمة.
وهذا التعاون والتكاتف لا يعنيان فقط العيش تحت سقف واحد، بل هما فهمٌ عميق لأهمية التعاون والتفاهم بين أفراد الأسرة. يبدأ هذا من الحوار المستمر بين الزوجين، مروراً بإشراك الأبناء في قرارات الأسرة، وصولاً إلى دعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة.
التعاون الأسري ليس مجرد تقسيم المهام اليومية، بل هو شعور بالمسؤولية الجماعية تجاه رفاهية الأسرة وتقدمها. عندما يشعر كل فرد في الأسرة بأن له دوراً مهماً في دعم الآخرين، تتعزز روابط المحبة والاحترام، ويصبح الجميع أكثر استعداداً للتضحية من أجل الآخر.
كثير من البحوث والدراسات العلمية توصلت للأثر الإيجابي للتفاهم والتعاون بين أفراد الأسرة، وامتداده للصحة النفسية والعاطفية على الفرد داخل الأسرة.
على سبيل المثال، هناك دراسة نشرت في مجلة: PLOS ONE تحت عنوان: «دور التماسك الأسري في المسؤولية الاجتماعية لدى المراهقين: القدرة على تنظيم المشاعر كوسيط» في عام 2021 بإشراف فريق من الباحثين المتخصصين في علم النفس والتربية.
قاد الفريق البروفيسور زينغ شياو وزملاؤه من جامعة هونغ كونغ، وأظهرت الدراسة «أن الأسر المتماسكة توفر بيئة عاطفية داعمة تُسهم في تعزيز قدرة أفرادها على التعامل مع القلق والتحديات، لا سيما في مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر، وأن التكاتف الأسري يساعد في الشعور بالأمان والاستقرار، ويحسّن مستويات السعادة الشخصية والرفاهية النفسية لدى الشباب، مما يعزز شعورهم بالانتماء والقدرة على مواجهة التحديات المستقبلية بثقة أكبر».
وتبقى الكلمة المهمة، لتحقيق هذا التكاتف والتعاون الأسري، هي تربية الأبناء على مثل هذه القيم، فالطفل الذي ينشأ في بيئة تتسم بالحب والتفاهم والتعاون، يكون أكثر استعداداً لمواجهة العالم بثقة، ويتعلم قيم العطاء والتسامح والاحترام.
لذا على الأم والأب، ومنذ وقت مبكر، تعليم وتربية أطفالهما على قيم المحبة والتعاون والتكاتف، وعدم التفريق بين أطفالهما في التعامل، وإنما الجميع سواسية متماثلون، وهذه العدالة في النظرة والتعامل مع الأطفال هي اللبنة الأولى في بناء الأسرة المحبة المتعاونة المتماسكة.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق