«إعصار» قادم.. فمن المستعد؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مع كل جلسة نتابعها ونقرأ عنها نستشفّ أكثر وأكثر مدى أهمية أن تلتقي كوكبة من الخبراء والمختصين والقادة وأصحاب القرار في مكان واحد، وتحديداً في القمة العالمية للحكومات في دبي، لمناقشة القضايا الآنية والمستقبلية وكشف الحقائق بالأرقام وطرح الحلول العملية؛ جلسات تحاكي الواقع والمستقبل، وتقودنا إلى استنتاج رؤية واضحة لما يمكن أن يحدث وكيف سيكون شكل مستقبل العالم في السنوات القريبة والبعيدة.
نقرأ من منظورنا الضيق وكأشخاص عاديين، أن مستقبل أبنائنا سيختلف بشكل كبير عن كل ما عشناه وعاشه آباؤنا، وأن التطور الذي شهدناه في العصور الماضية لا يشبه القفزات الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم وسيعرفها غداً بفضل التطور التكنولوجي الهائل. ولكن ما يقوله الخبراء يعتبر بمثابة شهادات موثقة تفتح أعيننا على ما يمكن أن نغفل عنه من المشهد العام، وما يمكن ألا نراه ببصيرتنا عن المستقبل العلمي والتعليمي والمهني وتأثيره في شكل الحياة التي ستعيشها الأجيال الجديدة.
يؤكد رؤساء شركات متخصصة في تكنولوجيا الاتصالات أن 2.7 مليار شخص في العالم غير متصلين في وقتنا الحالي بالإنترنت، في وقت تتجه فيه الوظائف نحو تخصصات جديدة تعتمد في غالبيتها على التكنولوجيا والاتصالات والإنترنت.. وكما تقول كريستالينا جورجيفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، إن «60% من الوظائف ستشهد أحد ثلاثة تحولات خلال الفترة القليلة القادمة، فقد تتطور أو يتم تقليصها أو تنقرض نهائياً، مشيرة إلى أهمية أن نكون مستعدين لتقبُّل واحتضان الذكاء الاصطناعي» الذي وصفته بـ «الإعصار».. لتلتقي في رؤيتها مع البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي رأى أن «العالم يعيش اليوم مرحلة تحول جذرية، حيث نشهد الانتقال من العصر الصناعي إلى عصر الذكاء»، وأن هذه التغيرات تحدث بوتيرة متسارعة لم يسبق لها مثيل في التاريخ.
شواب أكد أننا نعيش مرحلة الثورة الصناعية الرابعة، «التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتقنيات المتقدمة».. والأهم قوله إن 50% من الوظائف ستتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر خلال السنوات العشر المقبلة بهذه الثورة.. ما يجعلنا نتأمل أحوال الدول التي نعيش فيها والمحيطة بنا، فأي مستقبل ينتظر شبابنا العربي؟ وهل كل الدول مستعدة لهذه الثورة وتواكبها كما تفعل الإمارات السباقة إلى مواجهة هذه التحديات وهي تعمل بكل أجهزتها ومؤسساتها لتكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً في منظومة المستقبل المتطورة؟
هل تستطيع كل الدول النهوض لفتح الأبواب أمام أبنائها ليساهموا معها في بناء مستقبل متطور وخلق وظائف تناسب تخصصاتهم الجديدة التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، أم ستبقى الغالبية مكتفية باستخدام شعوبها للتكنولوجيا والإنترنت والذكاء الاصطناعي من باب التسلية والترفيه ومجرد «أوبشن» إضافي؟.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق