الإنجاز.. أبناء زايد - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أيام اختتمنا في العاصمة أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، النسخة الأولى من «السوق العالمي للطيران المستدام 2025»، ضمن ندوة الإيكاو العالمية الرابعة لدعم التنفيذ، في حضور وزاري من وزراء الطيران والطاقة، كانت الأيام مفعمة بالحماسة، والتفاني والتألق، ولن أتحدث هنا كثيراً عن عدد الجلسات التي امتلأت بها القاعات، أو عن عدد الاتفاقيات التي وقّعت، أو عن عدد الوزراء وكبار الشخصيات الذين حضروا، بل سأتحدث عن قمة وإنجاز مختلف، يروق لي أن أسمّيه، إنجاز الأخلاق وقمة التطوع، والتفاني والامتنان..!
الحدث بأيدٍ إماراتية، وحين أتحدّث عنهم، فإني أريد أن أخبرك أن كلّ الذين تطوّعوا لقيادة هذا الحدث العالمي هم أبناء الوطن المتعلمون، خريجو الجامعات الكبرى، وأوائل في تخصصاتهم، وبعضهم من الصف الأول في الهيئة العامة للطيران المدني للدولة، لم أجد أحدهم يحمل وظيفته، أو مسماه أمام الحضور، أو في بطاقته المعلقة على صدره، بل كان الاسم الوحيد المذكور هو اسم الدولة، والهيئة، الكل استوى في عمله، ولن أبالغ إن قلت لك إن من صمّم الحدث، افتتاحه وختامه، ومن سيّر الرحلات وأشرف على الحجوزات، ووصول الشخصيات، والضيوف هم من خلف الستار، إما أحد الدبلوماسيين، أو أحد القيادات، أو أحد الرواد، أو حتى أحد الأسماء التي صنعت لها اسماً لا يشق له غبار.
الحدث الأهم هو القلوب التي اجتمعت في حب الوطن، ولأن الوطن غالٍ ومقام عالٍ واسم صعب، رقم لا ينافس بسهولة، اجتمع الكل باسم التطوع وباسم الإخلاص وباسم التفاني؛ ليكون كل يوم استثنائياً، مشرّفاً، يتكرر فيه العطاء والبذل بابتسامة أهل الجود والكرم وكأنه اليوم الأول، لم ينم الكثيرون إلا ساعات خلال الأشهر الماضية، لم يتأفف أحدهم، لم تتغير ملامح وجوههم، كنت أمشي بينهم وقد اختلط الكل مع بعضه، هنا اجتمعت مختلف القطاعات، وتوحّدت تحت اسم واحد لا يعلى عليه «دولة الإمارات العربية المتحدة»، الكل ابن الوطن، صورته ورسمه وقدوته.
من المواقف التي أذكرها حين تحدث إليَّ أحد الأجانب عن بعض ما رآه، ومن ثم أشرح له وأخبره أن العقول التي خططت ونفذت هي عقول إماراتية لترتسم نظرة التفاجؤ والانبهار على ملامحه، ويتأثر حين أخبره أن الذين يقفون خلف الكواليس قد تركوا مناصبهم وأماكنهم؛ ليكونوا هنا في خدمة ضيوف الوطن. فتتحول النظرة لكلمة امتنان، ويتغير الشعور في داخلنا للفخر بكل من سعى وأدى واجبه ودوره، متناسياً كمّ التعب والجهد الذي بذل، الكل ودّع الحدث في فرح غامر، وإنجاز أسميه إنجاز أخلاق، كانت الأخلاق سيد الموقف، ورحل الكل بصورة الإماراتي الذي أتقن الدبلوماسية بتفاصيلها؛ لأنه تخرّج في مدرسة واحدة، مدرسة زايد، ونحن أبناء زايد..!

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق