تمتلك دولة الإمارات رؤية مستقبلية لحماية الأمن الوطني، فرضها التطور التكنولوجي المتسارع والاعتماد المتزايد على الأنظمة الرقمية على المستوى العالمي، لذا أصبحت الجاهزية السيبرانية والدفاعية ضرورة حتمية لضمان الاستقرار وحماية البنى التحتية الحيوية. وتعد الدولة رائدة في مجالي الأمن السيبراني والدفاعي، لتبنّيها استراتيجيات متطورة عززت جاهزيتها لمواجهة التهديدات الإلكترونية والهجمات السيبرانية التي قد تستهدف مؤسساتها المختلفة.
الدولة تقود الجهود في المجال الدفاعي من خلال استضافتها وتنظيمها لمعرض الدفاع الدولي آيدكس بالعاصمة أبوظبي، حيث تستعرض خلال فعالياته أكثر من 1500 شركة من 65 دولة أحدث التقنيات في مجالات الأنظمة العسكرية والدفاع الجوي والبري والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وهو ما يشير إلى القدرات التي تمتلكها الدولة في هذه المجالات الحيوية، وبالتالي نقل تجربتها الناجحة في المجالين للعالم، ودعم من يريد الاستفادة مما ابتكرته العقول الإماراتية.
بالأمس، أصدر المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، قراراً بإنشاء مركز الشارقة للأمن السيبراني، والذي يهدف إلى العمل على وضع منظومة متكاملة لأمن المعلومات والأمن السيبراني وترسيخ ثقافتها من خلال إطلاق برامج توعوية وتأهيل القدرات البشرية بما يسهم في تحقيق الاستدامة والحماية الشاملة لمنظومة الأمن المعلوماتية.
ويختص بإعداد السياسات والمعايير واللوائح المنظمة لأمن المعلومات والأمن السيبراني ومراقبة حسن تنفيذها على مستوى الجهات الحكومية في الإمارة.
خطورة الهجمات السيبرانية وكثافتها كشفها في وقت سابق، الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني، إذ ذكر أن متوسط الهجمات السيبرانية اليومية على القطاعات الرئيسية في الدولة يتخطى 50 ألف هجمة، من مختلف دول العالم، حيث يتم التصدي لها وردعها باستباقية وكفاءة عالية، من خلال المركز الوطني الخاص بالعمليات السيبرانية في الدولة، والذي يعمل بشكل متواصل مع جميع الجهات والقطاعات المختلفة مثل الكهرباء والماء والصحة والطاقة والبنوك وغيرها من القطاعات الحيوية التي تعتمد على الرقمنة لحماية الفضاء الرقمي للدولة من أي هجمات سيبرانية محتملة.
هذه الاستباقية الإماراتية في المجال، اعتمدت على وضع الاستراتيجيات والتشريعات، والاستثمار في التقنيات الحديثة، وبناء وإنشاء هيئات ومؤسسات معنية ومتخصصة، وإطلاق برامج توعوية لتعزيز الثقافة السيبرانية بين الأفراد والشركات، لذا تُعد الدولة نموذجاً متقدماً في الاستعداد السيبراني والدفاعي، حيث تواصل تطوير استراتيجياتها لتعزيز أمنها القومي وحماية بنيتها التحتية من التهديدات المحتملة، وتظل الإمارات في طليعة الدول القادرة على التصدي للتحديات الأمنية في العصر الرقمي.
استباقية إماراتية سيبرانية - ستاد العرب

استباقية إماراتية سيبرانية - ستاد العرب
0 تعليق