عاشت على هذه الأرض الطيبة كواحدة من أهلها وهي العربية السورية الأصل، إماراتية القلب دبوية الهوى. أحبت الإمارات بإخلاص حقيقي عبرت عنه قولاً وفعلاً وولاء، فبادلها أهل الإمارات والمقيمون على أرضها الحب والتقدير والاحترام، أغلب سنوات عمرها كانت على هذه الأرض بيننا ومعنا في ما يزيد على ال 45 عاماً.
طاقتها الإيجابية كانت واضحة للجميع في كل تعاملاتها تعطر بها الأرجاء وتنشرها بين كل من تتعامل معه أو تصادفه، عبرت عن حبها لدبي قائلة: «أحب دبي.. وصحيح أن قلبي مريض ولكن لو فحصوا الدم الذي ينزل قليلاً قليلاً في قلبي يقول دبي دبي دبي»، حضورها اليومي في مكانها المعتاد لإطعام الطيور والقطط وبشكل يومي جعلها ظاهرة محببة للجميع، فألفوها حتى أضحت أيقونة للمكان الذي تتواجد فيه، يحرص الجميع على رؤيتها وتحيتها والسلام عليها والتمتع بالتحدث معها.
انتقلت إلى رحمة الله قبل يومين تاركة فراغاً حزيناً في المكان والزمان وقلوب كل من عرفها وتعامل معها، فكان نعي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكبر دلالة على مكانة هذه السيدة في القلوب خصوصاً أهل دبي حيث كتب: «هالة الميداني.. من سوريا الحبيبة.. 45 عاماً في دبي.. ألفها أهل دبي تجلس دائماً في منطقتها المعتادة عند أسواق دبي القديمة... أحبها الناس بسبب إيجابيتها الكبيرة.. وحبها للحياة.. وحبها للناس.. وإطعامها للطيور والقطط وتسامحها مع جميع الكائنات.. أحبت الجميع فأحبها الجميع.. رحمها الله.. وأسكنها أعلى جنانه.. وأنزل على روحها الطيبة السكينة والرحمة والسلام..».
وسائل التواصل الاجتماعي ضجت ناعية لها مذكرة بطيبتها وإيجابياتها وتسامحها وروحها الطيبة المرحة رغم معاناتها المرضية الطويلة.
هالة أحمد سهيل الميداني وطئت قدماها أرض دبي سنة 1971 أي مع بدايات تكون دولة الإمارات، فواكبت نهضتها وتطورها في كل الأوجه والأصعدة، ومنذ ذلك اليوم تناغم قلبها مع نبض دبي لا يدق إلا حباً وهياماً بها وبأهلها، فباحت بذلك الحب بشفافية صادقة معبرة عنه بطريقتها الخاصة وأسلوبها الذي جعلها مصدر إلهام في جميع القلوب.
لأنها أحبت دبي أحبتها دبي، فاحتضنت جسدها يوم أمس في مثواها الأخير فيها، مخلدةً قصة هذا الحب التي تعتبر بلا شك شيء من إرث دبي الذي يجب أن يروى.
رحم الله هالة الميداني وغفر لها وأسكنها فسيح جناته، وكل العزاء لأهل لدبي والإمارات.