يعد التبرع بالدم من أسمى صور العطاء الإنساني حيث يسهم في إنقاذ حياة الكثيرين من المرضى والمصابين، حيث تحتفل دول العالم باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يصادف 14 من حزيران في كل عام، إذ إنها تتيح للمرضى الوصول والحصول على دم آمن وبكميات كافية، ويتم في هذا اليوم إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً والتي من المُمكن أن تطيل أعمار المرضى المحتاجين للدماء بشكل مستمر وتقدم الدعم الحقيقي لإجراء العمليات الطبية والجراحية الصعبة والمعقدة، والإسهام في الاستجابة الطارئة للكوارث بنوعيها البشري والطبيعي، فتوفير الدم الآمن ونقله يعدّ جانباً مهماً من جوانب الرعاية الصحية العامة إذ ينقذون بذلك ملايين الأرواح ويحسنون من صحة ونوعية حياة الكثيرين.
وتولي دولتنا متمثلة في وزارة الصحة جلّ الاهتمام في كافة القطاعات الصحية بشكل عام ومجال خدمات نقل الدم بشكل خاص، فسلامة نقل الدم كانت وما زالت من أهم الركائز الأساسية التي اهتمت بها دولتنا وحققت اكتفاءً ذاتياً بالدم حيث يتم الاعتماد كلياً وبنسبة 90% على المُتبرعين بالدم الطّوعيين وهم أكثر في درجات المأمونية في نقل الدم ونسبة 10% المتبقية تؤخذ من الأهالي وأصدقاء المرضى.
فحملات التبرع بالدم بوساطة بنوك الدم المتنقلة نجحت في استقطاب نسبة كبيرة من الناس والمؤسسات الحكومية والخاصة، وتحرص وزارة الصحة على تفادي انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي من خلال نقل الدم حيث تقوم بتطبيق أفضل التشخيصات المخبرية لضمان مأمونية الدم والتي تشمل تطبيق سبعة تشخيصات مخبرية وعلى رأسها فحص الحمض النووي لتقليل فترة حضانة الفيروس والكشف عن أخطر الفيروسات المسببة للوفاة والتي تنتقل من خلال نقل الدم غير المفحوص.
ومن الفوائد التي يمكن أن تعود على المتبرع، تقليل مستوى الحديد في الدم للأشخاص الذين لديهم كميات زائدة من الحديد وكذلك يسهم في الكشف عن بعض المشاكل الصحية، فالكشف الصحي عن المُتبرع بالدم يساعده على معرفة إذا كان يعاني فقر الدم أو مشاكل في ضغط الدم وحرق السّعرات الحرارية وتعزيز المشاعر الإيجابية والسعادة لتقديم المساعدة للآخرين.
فزيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم سيبقى عملاً إنسانياً نبيلاً يعكس قيم الرحمة والتكافل في المجتمعات ويسهم في إنقاذ العديد من المرضى والمصابين ويمنح الأمل لمن هُم بأمس الحاجة إليه، فتوفيره في المُستشفيات والبنوك الطبية يعد مسؤولية مشتركة تتطلب وعي الأفراد وتشجيعهم على المبادرة بالتبرع بانتظام. وبما إنها عملية آمنة فإن كل شخصٍ قادر عليها يمكن أن يكون سبباً في منح حياة جديدة لشخص آخر، فعلينا جميعا أن نعمل على نشر ثقافة التبرع بالدم وتعزيز الوعي بأهميته، فربما دمنا هو الأمل الوحيد لمن يحتاج إليه في لحظة حرجة تكون بين حياة هنية أو موت مفجع.
[email protected]
0 تعليق