في ضيافة بوتين - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أن يحل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ضيفاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهذا أمر عادي وبروتوكولي يحدث بالنسبة للضيوف الكبار عندما يقومون بزيارات رسمية للدول الأخرى، لكن أن يخص الرئيس الروسي رئيس دولة الإمارات وحده من دون قادة الدول الذين يشاركون في أعمال القمة ال16 لمجموعة «البريكس» في مدينة قازان الروسية والتي افتتحت أمس، بمأدبة عشاء خاصة في مقر إقامته في موسكو فهذا حدث استثنائي يحمل الكثير من المعاني، ويعبّر عن مدى علاقة الصداقة التي تربط بين الزعيمين وتجاوزها لكل الأطر البروتوكولية المعتادة بين قادة الدول.
وهي إضافة إلى ذلك، تشكل علامة فارقة في العلاقات التي تربط بين دولة الإمارات وروسيا، لذلك فإن رئيس الدولة أعرب عن شكره وتقديره للرئيس الروسي لحرصه الدائم على مواصلة تعزيز العلاقات الإماراتية - الروسية متمنياً سموه لروسيا وشعبها دوام الازدهار، كما أن الرئيس الروسي رحب بزيارة سموه مشيداً بجهوده في تعزيز العلاقات بين البلدين، ومواصلة دفعها إلى الأمام حتى وصلت إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية. وخلال مباحثاتهما في الكرملين أمس تم تأكيد تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، كما ثمّن صاحب السمو رئيس الدولة جهود الرئيس بوتين في قيادة أعمال مجموعة «البريكس» في دورتها الحالية، وفي إطار تناول الأوضاع الإقليمية والدولية تم التشديد على منع توسيع الصراع في المنطقة، إضافة إلى إيجاد أفق سياسي واضح للسلام العادل والشامل على أساس «حل الدولتين»، والذي يضمن الاستقرار والأمن للجميع.
وكانت مناسبة للزعيمين أمس مشاركتهما افتتاح «مركز الشيخة فاطمة بنت مبارك للتعليم» في مدرسة بريماكوف الدولية، حيث شاهدا عرضاً تعريفياً تناول مناهج المركز وأهميته في مجالات تعليم اللغة العربية إضافة إلى التاريخ والفنون والثقافة والعلوم.
إنها الصداقة.. ملح الحياة، فلا طعم للحياة بلا أصدقاء لأنهم يضيفون إليك شيئاً مميزاً، وعلاقة الصداقة المميزة التي تربط صاحب السمو رئيس الدولة بالرئيس بوتين تضيف إلى العلاقات بين البلدين الصدق والمحبة والثقة والعلاقات الإنسانية التي تنعكس إيجاباً لمصلحة البلدين والشعبين.
فالعلاقات بين البلدين تاريخية وراسخة، فقد بدأت بعد إعلان قيام دولة الإمارات في ديسمبر/ كانون الأول 1971، وعلى مدى كل هذه السنوات كانت العلاقات الإماراتية الروسية تزداد رسوخاً واتساعاً، حيث تحافظ الإمارات وروسيا على حوار سياسي مستقر وموثوق تدعمه مجالات تعاون متعددة الأوجه على أعلى المستويات، وتكرسه اللقاءات المتعددة بين صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس بوتين، وكان اللقاء الخاص بينهما يوم أمس الأول نموذجاً يحتذى.
إن العلاقات بين الإمارات وروسيا تشهد نمواً ملحوظاً في مختلف المجالات، وصارت تمثل علامة مهمة ومميزة للتعاون بين القوى الدولية. ففي قطاع الطاقة تعتبر الإمارات شريكاً رئيسياً لروسيا في إطار تحالف «أوبك بلاس»، حيث ينسق البلدان جهودهما لضمان استقرار سوق النفط العالمي، كما أصبحت الإمارات وجهة دولية للاستثمارات الروسية، حيث تحتضن أسواق الإمارات أكثر من أربعة آلاف شركة روسية، كما بلغ عدد العلامات التجارية الروسية المسجلة في الإمارات نحو 650 علامة تجارية.
ووجدت الاستثمارات الروسية في الإمارات بيئة آمنة ومستقرة، إضافة إلى كونها سوقاً جذاباً سواء في قطاع العقارات أو مجالات التكنولوجيا المتطورة أو في قطاع التعليم والأنشطة المالية والعلمية والفنية، كما تشكل الإمارات وجهة سياحية جذابة ورئيسية للروس.
وتمثل استثمارات الإمارات في روسيا أكثر من 80 في المئة من إجمالي حجم الاستثمارات العربية، وقفز التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات وروسيا من 2.5 مليار دولار في 2018، إلى 11 مليار دولار في 2023، وتعمل الإمارات كما أعلن الشيخ محمد بن زايد خلال المباحثات أمس، إلى رفعه وتطويره إلى المستوى الأعلى وصولاً إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة.
وتمضي العلاقات الإماراتية - الروسية في طريق النمو اقتصادياً وسياسياً، وتتعزز أواصر الصداقة والثقة بين قائدي البلدين والشعبين لما فيه خيرهما والسلام في العالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق