صراع حول «اليونيفيل» - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يونس السيد
ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف إسرائيل لقوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان، فقد سبق أن استهدفت مرات عديدة، لعل أبرزها مجزرة قانا التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في إبريل/نيسان عام 1996، وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من النازحين الذين لجأوا إلى مركز إيواء تابع لها في تلك البلدة آنذاك.
كانت «اليونيفيل» قد أُنشئت بقرار من مجلس الأمن الدولي عام 1978 لإعادة السلام والأمن إلى المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني ومساعدة الدولة اللبنانية على بسط نفوذها على سائر الأراضي اللبنانية. لكن هذه المهمة توسعت بعد حرب يوليو/ تموز عام 2006، بقرار من مجلس الأمن يحمل الرقم 1701 لتشمل إضافة إلى ذلك مراقبة ومنع الأعمال العدائية ضمن قدراتها، ومساعدة الدولة اللبنانية تدريجياً على حماية حدودها البرية بدءاً من «الخط الأزرق» الذي تم رسمه عقب حرب عام 2006 وصولاً إلى نهر الليطاني، وكذلك الحدود البحرية إلى أن تتمكن الدولة اللبنانية من القيام بذلك وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701.
لكن الأمور تغيرت بعد بدء عملية الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، خصوصاً مع تغير الأهداف الإسرائيلية من حرب سريعة ومحدودة وضرب لقدرات «حزب الله» في المنطقة الحدودية بذريعة إعادة مستوطني الشمال إلى المناطق التي هجّروا منها، إلى القضاء على الحزب نهائياً، خصوصاً بعد الضربات الهائلة التي تلقاها في البداية واغتيال معظم قادته بمن فيهم أمينه العام، وصولاً إلى خلق واقع أمني جديد عبر تغيير موازين القوى والمعادلات التي كانت سائدة منذ عام 2006.
يأتي الاستهداف الإسرائيلي المتعمد أكثر من مرة لقوات «اليونيفيل»، لسببين: الأول هو الضغط على هذه القوات لإجبارها بالقوة على الانسحاب من مقارها ونقاط مراقبتها، لتسهيل عملية التوغل البري وصولاً إلى نهر الليطاني، والذي بات هدفاً معلناً، والثاني هو تغيير طبيعة مهمة هذه القوات أو حتى استبدالها كلها، بقوات أخرى تتمتع بصلاحيات واسعة بتفويض من مجلس الأمن. وهو مطلب قديم جديد، إذ إن هذا الموضوع كان يطرح سنوياً عند مناقشة تمديد التفويض الممنوح لقوات «اليونيفيل»، بطلب إسرائيلي ودعم أمريكي، لكن هذا الطلب كان دائماً يواجه برفض لبناني وإصرار على عدم تغيير مهمة «اليونيفيل».
صحيح أن ثمة شبه إجماع دولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، على بقاء «اليونيفيل»، لكن ثمة محاولات حثيثة تجري من تحت الطاولة، من أجل تعديل مهمة هذه القوات، وهناك أيضاً أصوات حتى في الداخل اللبناني تطالب بتطبيق القرار 1559 الذي يقضي بنزع سلاح كل التنظيمات المسلحة بما في ذلك «حزب الله»، لكن استفاقة «حزب الله» السريعة وعودته إلى الميدان على ما يبدو، وضعت معركة «اليونيفيل» رهن الميدان العسكري وما يمكن أن يفرزه من نتائج حتى إشعار آخر.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق